تسبب أول منخفض جوي فعلي يدخل سماء الأردن منذ بداية الأسبوع الحالي بهطول أمطار غزيرة على المملكة، أدت إلى إغراق العديد من المزارع والمحاصيل الزراعية، وقد أتلف (أول الغيث) بعضها. هذه المحاصيل في المملكة التي تبلغ نسبة مساهمة القطاع الزراعي في ناتجها المحلي الإجمالي نحو 3% بحسب الأرقام الرسمية. وبحسب المزارع عبدالرحمن المحمود فإن "محصول البندورة (الطماطم) يعد من أكثر المحاصيل التي يستهلكها المواطن الأردني، وهي الأكثر تضررا، حيث ارتفعت أسعارها لتبلغ نحو 1.4 دولار للكيلو الواحد، كرقم قياسي في دولة تعتبر من أكثر الدول إنتاجا وتصديرا لهذا المحصول". وأضاف المحمود للأناضول "كما لم تستثن الأضرار محصول الزيتون، الذي يستعد المزارعون إلى حصده وقطافه خلال الأيام المقبلة، فقد عملت الأمطار التي انهمرت بغزارة خصوصا في محافظات وقرى الشمال إلى تساقط ثماره عن الأشجار وانجرافها مع السيول المائية، وهو ما كبد المزارعين المزيد من الخسائر". وبحسب مصدر في وزارة الزراعة "فإن التلف المذكور، مضافة إليه صعوبة قطف بعض الثمار في المزارع التي غمرتها المياه، تسبب بارتفاع أسعار الخضار والفواكه في البلاد خلال الأيام الماضية، خاصة في مناطق الأغوار الشمالية". وأضاف المصدر أن "حجم الخسائر التي لحقت بالمزارع تحتاج إلى نحو 10 أيام لحصرها من قبل الفنيين المختصين". وكان المزارعون في وادي الأردن أكدوا أن العديد من المزارع لحقت بها أضرار كبيرة، نتيجة انجرافات التربة والحجارة نحو المزارع جراء الهطول الغزير للأمطار، منتقدين غياب الحكومة عن زيارة مزارعهم للتعرف على حجم ونوعية الأضرار التي لحقت بهم. وتقدر كمية مياه الأمطار التي هطلت على المملكة واستوعبتها سدودها خلال الأيام الثلاثة الماضية ما مجموعه 15 مليون متر مكعب، بحسب آمين عام سلطة وادي الأردن سعد أبو حمور. وأضاف حمور في تصريحات صحفية إن الأمطار التي هطلت منذ مطلع الأسبوع تسببت بفيضانات غير مسبوقة و أحدثت ضررا في الوحدات الزراعية، والبنية التحتية. وكانت وزارة المياه والري، قد دعت في وقت سابق المواطنين إلى تجميع مياه الأمطار في الخزانات والآبار ضمن ما يعرف ب (الحصاد المائي)، للاستفادة منها في كافة الاستعمالات وخاصة المنزلية، خلال فصل الصيف الذي يشهد إقبالا متزايدا على المياه، لاسيما في ظل زيادة الطلب عليها جراء أزمة اللاجئين السوريين.