دعا الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة"إيسيسكو"، إلى توسيع مهام قوات حفظ السلام الدولية حتى تشمل الحفاظ على التراث الإنساني من الدمار والخراب، وإلى وضع آليات تنفيذية لهذا الغرض بقرار دولي ملزم. جاء ذلك في كلمة له ألقاها في افتتاح الاحتفال بحملة "متحدون مع التراث"، في جلسة عقدت اليوم في مقر الإيسيسكو بالرباط، بالتعاون بين الإيسيسكو واليونيسكو، وبالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية ووزارة الثقافة في الحكومة المغربية. وقال إن حملة "متحدون مع التراث"، التي أطلقتها اليونيسكو، جاءت في الوقت المناسب لنشر الوعي على نطاق عالمي، بأهمية تضافر الجهود للقيام بمبادرات ملموسة لحماية التراث الإنساني المادي واللامادي، وللعمل على الحفاظ عليه مما يتعرض له في مناطق النزاعات المسلحة من دمار وخراب، ومن الممارسات التي تهدّد التنوعَ الثقافيَّ الخلاق، من خلال سياسات التطهير الثقافي الذي هو أعلى درجات الكراهية والعنصرية وانتهاك حقوق الإنسان. وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن من المعاني السامية للشعار المعبّر الذي اختير لهذه الحملة العالمية، تعزيزُ التضامن الإنساني الراقي من أجل أهداف تجتمع حولها الأسرة الدولية، هي من صميم القوانين الدولية، وبالخصوص ميثاق اليونيسكو، والقرارات الصادرة عن مؤتمرها العام التي قال إنها تلتقي في عمقها وجوهرها، مع ميثاق الإيسيسكو، ومع أهداف لجنة التراث في العالم الإسلامي، ومع توجّهات الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وتنسجم مع الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية. وذكر أن الاتجاه من أجل تحقيق هدف إنساني استراتيجي، هو الموقف الطبيعي الذي يجب أن يكون قاسمًا مشتركًا بين جميع الأطراف التي تهتم بحماية التراث العالمي، من شتى المخاطر التي تتهدده، مبينًا أن الحملة تستهدف بالأساس، محاربة الكراهية، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتضامن، ونشر ثقافة الحوار والوئام والتفاهم من أجل بناء السلام من خلال الدفاع عن تراثنا المشترك، بمختلف الوسائل، وإشراك الشباب في هذه الجهود، لأنهم الأقدر على ممارسة الأنشطة المتعددة التي تصبّ في هذا الاتجاه. وأشار إلى أن الإيسيسكو تواصل العمل في هذه المجالات الحيوية، وتنخرط في المبادرات الدولية حول هذه القضايا الإنسانية من خلال العمل باتفاقيات التعاون والشراكة مع عديد من المنظمات الدولية والإقليمية وفي المقدمة منها منظمة اليونيسكو. وذكر أن لجنة التراث في العالم الإسلامي التي تعمل في إطار الإيسيسكو قد عقدت اجتماعها السادس خلال اليومين الماضيين في الرباط، وسجلت اللجنة عددًا من المواقع التراثية في قائمة الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، وقدمت دعمًا لعدد من الدول الأعضاء لتسجيل مواقعها في قائمة التراث العالمي. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري إن تلك هي إحدى الوسائل التي نراها في الإيسيسكو، لتفعيل هذه الحملة الدولية، وحتى يكون لاتحادنا معًا من أجل التراث، مدلول واقعي ومفهوم عملي، وبذلك ننتقل من مرحلة الانفعال والتجاوب النظري والممارسات ذات التأثير المحدود، إلى مرحلة أعمق مفهومًا وأرحب أفقًا، وأقرب إلى تحقيق الهدف الذي نعمل له، حتى يكون هذا الشعار الجميل عنوانًا على التضامن الإنساني الحقيقي الذي يؤدي إلى الفعل المؤثر والمثمر.