حالة من الزخم الإعلامي لم تساندها حالة ممثالة من الزخم السياسي في الشارع المصري برغم آمال وطموحات كثيرة كانت معلقة على نتائج الاستحقاق الانتخابي الأخير وما ستسفر عنه نتائج الانتخابات البرلمانية لمجلس 2016 . و ليومين متتالين أجريت في المرحلة الأولى في 14 محافظة تضم 27 مليون ناخب يومي 18 و 19 من شهر أكتوبر الجاري. ، حيث بلغ تعداد من لهم حق التصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات داخل مصر وخارجها 27 مليونًا و402 ألف و553 ناخبًا يتوزعون على 103 لجان انتخابية عامة . ووصل عدد المرشحين على المقاعد المخصصة للانتخابات بالنظام الفردي إلى 2573 مرشحًا من بينهم 112 سيدة، فيما تبلغ نسبة المرشحين المستقلين حوالي 65 % في حين يبلغ عدد المرشحين المنتمين إلى أحزاب سياسية 35%. وأعلنت اللجان المشرفة على الانتخابات البرلمانية، نتائج فرز أصوات الناخبين في المرحلة الأولى، بفوز 60 نائبا بعضوية مجلس النواب ممثلين للقوائم عن انتخابات المرحلة الأولى ، فيما يخوض جولة الإعادة 302 مرشحًا في 14 محافظة. في السياق ذاته ، حصل حزب النورعلى أسماء المرشحين الفردى التابعين لحزب النور المؤهلين لجولة الإعادة بمحافظات المرحلة الأولى وعددهم 22 مرشحًا حتى الآن. من جهتهم سخر عدد كبير من السياسيين على ما تشهده المرحلة الحالية من " عبثية ومراهقة سياسية " - بحسب قولهم - عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الانترنت ، وعلق آخرون على ول نتائج الانتخابات، من بينهم الكاتب والروائي علاء الأسواني " قائلا: برغم مقاطعة المصريين للانتخابات، حالة من الكذب والافتراء تسيطر على المشهد السياسي الآن ظهرت أولي بوادرها في الإعلان عن اكتساح قائمة النظام في حب مصر -بحسب قوله - وكتب "الأسواني" على صفحته على "تويتر"، برغم مقاطعة المصريين للانتخابات ،عدنا إلى استفتاءات ال99 في المائة، نفس العقلية البائسة". لكن جمال متولى، عضو اللجنة القانونية بحزب النور، قال إن أعضاء الحزب متأثرون بسبب النتيجة التى خرجت بها مؤشرات المرحلة الأولى من الانتخابات، نافيا وجود حالة إحباط داخلية لدى الحزب وقياداته بسبب النتيجة. وأضاف متولى أن الهجوم الذى تعرض له الحزب مؤخرا ساهم فى قلة عدد مرشحيه الناجحين فى الانتخابات، لافتا إلى أن لديهم عددا من المرشحين سيشاركون فى جولة الإعادة بمحافظات غرب الدلتا والجيزة وسيسعى الحزب لتطوير أداء الدعاية لمشاركتهم فى الانتخابات البرلمانية. وأوضح متولي، أن عدم وجود حزب النور في البرلمان المقبل يعنى إقصاء كامل للتيار الإسلامي من المشهد السياسي، زاعما أن ذلك يعد خطرا على مصر، وليس فى الصالح العام. أما الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فقال إن نسبة التيار الإسلامى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تزيد عن 15 %، نظرا لأن الشعب تعلم من تجربة الإخوان. وأوضح "العزباوى"أن نسبة المرأة فى البرلمان المقبل لن تتخطى 70 مقعدا سواء المعينين أو مرشحى الفردى والقوائم، موضحا أن المستقلين سيكون لهم الغلبة الكبرى، مع ضعف الأحزاب السياسية. جدير بالذكر أنه من المقرر أن تنطلق المرحلة الثانية والمقررة في 22 و23 نوفمبر المقبل في 13 محافظة تضم 28 مليون ناخب. ويتنافس المرشحون على الفوز ب 596 مقعدًا، ويجري انتخاب 448 نائباً وفق النظام الفردي و120 نائبًا وفق نظام القوائم المغلقة، فيما سيختار الرئيس السيسي 28 نائبًا. ومن المعروف أن مصر بلا برلمان منذ عام 2012 عندما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة - كان يدير شؤون البلاد بعد ثورة يناير 2011 - قرارا بحل مجلس الشعب الذي كانت تهيمن عليه أغلبية إسلامية.