أنقرة: أعرب الرئيس التركي عبدالله جول عن اعتقاده بأن الانقسامات داخل الحكومة الائتلافية في إسرائيل هي التي تمنعها من اصلاح العلاقات مع أنقرة بعد الهجوم على "أسطول الحرية" . وأوضح" "بقدر ما يمكنني أن أرى فان الانقسام السياسي الداخلي في اسرائيل شديد جدا ، انهم يقوضون بعضهم البعض ، وهم دائما يعرقلون بعضهم البعض ، انطباعي الشخصي هو أنه ليست لديهم القدرة على التصرف بعقلانية". وأضاف جول" ليس لاسرائيل أصدقاء في المنطقة ، والآن هم يرغبون فيما يبدو في التخلص من العلاقات مع تركيا وهذا تصرف غير رشيد". وأبلغت أنقرة الثلاثاء الجيش الاسرائيلي أن قواتها البحرية لن تشارك في مناورة "عروس البحر" المشتركة والتي تجرى في إسرائيل في أغسطس/أب المقبل بمشاركة الولاياتالمتحدة . كما جدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو تأكيده على ضرورة أن تقدم إسرائيل اعتذارا لبلاده بسبب الهجوم على "اسطول الحرية" ودفع تعويضات لعائلات الضحايا التسعة وإلا "فإن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي". ونقلت صحيفة "صباح" التركية أمس عن مصادر ديبلوماسية أن أنقرة قررت الانتظار حتى نهاية يوليو/تموز الجاري قبل الإقدام على خطوات جديدة فى علاقاتها مع إسرائيل، لمنحها الفرصة لتنفيذ مطالب تركيا بالاعتذار وتقديم التعويضات أو قبول لجنة تحقيق دولية في الاعتداء على "أسطول الحرية". ونفى السفير التركي في الولاياتالمتحدة ما صرح به وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك من أن المسئولين الأتراك سعوا لترتيب اجتماع بينه وبين داود أوجلو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن. ونقل التلفزيون التركي عن السفير نامق تان نفيه ادعاءات باراك ، قائلا "لم أطلب أبدا شيئا مماثلا من الوزير الإسرائيلي ولكن باراك هو الذي طلب اللقاء معي، وقد أبلغ السفير أنقرة بذلك ووافقت على اللقاء غير أن باراك ألغى الاجتماع بسبب ازدحام جدول مواعيده". وعلى الجانب الأخر ، أعادت إسرائيل جزءا من خبرائها الذين سحبتهم من قاعدة "بطمان" الجوية فى جنوب شرق تركيا ، والذين يتولون تدريب الفنيين الأتراك على تشغيل طائرات "هيرون" الإسرائيلية من دون طيار، والتي تستخدمها تركيا في عمليات رصد تحركات عناصر "حزب العمال الكردستاني" الانفصالي فى شمال العراق ويجري توجيهها من قاعدة بطمان، بدعوى احتمال تعرضهم لأعمال انتقامية. وفي اطار الزيارة التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصدر دبلوماسي غربي إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيضغط على نتنياهو خلال لقائهما المرتقب مساء الثلاثاء ليعتذر إلى تركيا عن الهجوم على "أسطول الحرية". ونقلت الصحيفة عن المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، قوله إن الرئيس قلق جدا من تدهور العلاقات التركية- الإسرائيلية، وقال ردا على سؤال عما إذا كان أوباما سيسعى لإقناع نتنياهو بالاعتذار، أجاب أن الرئيس سيبذل جهده. غير أن مسؤولين في إدارة أوباما لم يؤكدوا ولم ينفوا نيات الرئيس خلال الزيارة.