قالت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية اليوم الأحد إن الجميع يشعرون بالأسى وهم يشاهدون صور المهاجرين البائسين وهم يقابلون بخراطيم المياه والأسوار، ولكن الأزمة معقدة والقول بأن كل هؤلاء البشر هم لاجئون من سوريا هو مجرد تبسيط للأمر، موضحة أن حل الأزمة يكمن في الاعتراف بها. ولفتت الصحيفة إلى أن المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي "يوروستات" قدم في تفصيل عن الأصل القومي لطالبي حق اللجوء لأول مرة بداية من شهر أبريل وحتى شهر يونيو من العام الجاري، أن 21% فقط من اللاجئين هربوا من الحرب في سوريا، لافتاً إلى تغير الوضع بصورة ملحوظة منذ يونيو الماضي، عقب قرار ألمانيا بمنح حق اللجوء لأكثر من 800 ألف شخص، غير أن تنوع طلبات حق اللجوء يظهر أن انهيار سوريا ليس هو السبب الأوحد لازمة المهاجرين. وقالت الأممالمتحدة إن الأزمة تنطوي على مزيج من اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية. وقالت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد إن وصف شخص ما بأنه مهاجر لأسباب اقتصادية ليس حكماً أخلاقياً، فكونه يبحث عن حياة أفضل لعائلته هو أمر طبيعي ومشرف، ولكن الدول الأوروبية لديها قواعد مختلفة للغاية في التعامل مع الذين يفرون من المهالك وأولئك الذين يبحثون عن عمل .. فعلى سبيل المثال، قد تكون ألمانيا مستعدة لاستقبال اللاجئين السوريين لكنها صعدت أيضا عمليات ترحيل المهاجرين من دول البلقان لإفساح المجال أمام اللاجئين السوريين، لافتة إلى أن نحو 37 ألف من ألبانيا طلبوا حق اللجوء إلى ألمانيا في أول ثمانية أشهر من عام 2015 الجاري. ورأت أن كل ذلك يشير إلى أنه كان من المعقول أن يقول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بريطانيا لن تقبل سوى باللاجئين السوريين مباشرة من مخيمات اللاجئين. وذكرت الصحيفة البريطانية أنه من الواضح أن الاتحاد الأوروبي فشل في تنظيم حرية تنقل الناس بشكل جيد، مستشهدة بأبرز مثال صارخ ألا وهو المنعطف الذي سلكته ألمانيا عندما عرضت استقبال مئات الآلاف من اللاجئين لمدة دقيقة واحدة وأغلقت حدودها في الدقيقة التي تليها. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن أي رد فعل عاطفي لهذه الأزمة هو أمر مفهوم، بيد أن الحل يكمن في الاعتراف بتعقيدها، والاعتراف بأن ليس جميع المعنيين في قضية اللاجئين فروا من الحرب مشددة على أن أولئك هم الذين ينبغي خدمتهم على أفضل وجه من خلال تعزيز توفير الرعاية للاجئين في الشرق الأوسط ووضع حد للصراع داخل سوريا نفسها، مؤكدة ضرورة أن يكون الهدف النهائي هو المساعدة في إعادة بناء أمة مبعثرة.