سعى المرشحون لانتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع إجراؤها عام 2016 لتمويل حملاتهم الانتخابية مبكرا بمبالغ ضخمة غير مسبوقة إذ استطاعت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون جمع تبرعات مالية بلغت حتى الآن ما يزيد عن 47 مليون دولار معظمها من كبار الأثرياء المؤيدين، فيما تمكن المرشح الجمهوري جيب بوش من جهته جمع تبرعات بلغت 114 مليون دولار من قطاع كبار الأثرياء وشركات النفط. أما عملاق العقارات رجل الأعمال دونالد ترامب فقد آثر الاستناد إلى ثروته الشخصية التي تبلغ نحو 9 مليارات دولار على الأقل، فضلا عن تأييد شريحة من كبار الأثرياء في المجتمع الأمريكي له. وعلى صعيد القضايا المثارة على الساحة الدولية، أعلن مرشحو الحزب الجمهوري جميعهم أنهم سيسعون إلى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران حال فوزهم بالانتخابات، بالإضافة إلى فرض عقوبات عليها. ومن المفترض أن تبدأ الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي في فبراير 2016، إلا أن الجدول الزمني لم يحدد بشكل نهائي. وكان استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي إن إن" قد أشار إلى تفوق هيلاري كلينتون على دونالد ترامب بنحو 6 نقاط مئوية،فى الوقت الذى ارتفعت شعبية ترامب عقب مناظرة متلفزة مع منافسيه من المرشحين الجمهوريين من 67 في المائة إلى 79 في المائة، بين صفوف الناخبين الجمهوريين المستقلين الذين يميلون لانتخاب مرشح جمهوري منذ نهاية شهر يوليو الماضي. والملفت أيضا أن شعبية ترامب وفق نتائج الاستطلاعات سجلت ارتفاعا ملحوظا بين صفوف قطاع المرأة، فارتفعت شعبيته من 50 إلى 55 في المائة. وأوضح استطلاع للرأي أن ترامب يتقدم ثلاثة مرشحين آخرين من الحزب الجمهوري في مقابل هيلاري كلينتون التي تتقدم على كافة المرشحين الأربعة في الاستطلاعات الجارية على الرغم من تقلص الفجوة بينها وبين خصومها. واللافت أن هيلاري كلينتون تتفوق على المرشح جيب بوش بنحو 9 نقاط مئوية وعلى ترامب بنحو 6 نقاط. وعلى الرغم من القضايا والعقبات التي يثيرها قادة الحزب الجمهوري في الكونجرس ضد هيلاري كلينتون إلا أن شعبيتها لم تسجل تراجعا كبيرا. ومن القضايا المحورية التي تعد حجر عثرة أمام الحزب الجمهوري هي سياساته المناهضة للهجرة، لاسيما من دول أمريكا اللاتينية والمكسيك بشكل خاص، والتي أعلن ترامب أحد مرشحي الحزب علانية أنه يعتبر هذه الهجرة غير قانونية وينبغي تقييدها والحد منها، فضلا عن أنه ذهب إلى أبعد من ذلك بتوجيهه اتهامات عنصرية ضد المهاجرين خاصة القادمين من المكسيك.