هل تعلم أن سوريا كانت تستعد خلال عام 2011 للإنضمام إلى قائمة البلدان البازغة اقتصادياً؟ لكن بعد أربعة سنوات ونصف من اشتعال الثورة السورية ماذا كانت الحصيلة ؟ قتلى .. مصابون .. لاجئون، إنهاك للجيش السوري .. تدمير البنية التحية .. وأطراف الأزمة الرئيسيون لم يخسروا شيئا ، فلا بشار الأسد ترك منصبه و لا الجيش السوري الحر فقد مصادر تمويله ولا داعش فقدت دمويتها ولا المعارضة السورية في المهجر خسرت جواز سفرها الأجنبي ، ولا جبهة النصرة خسرت من يشاركن في جهاد المناكحة . كثيرون من العرب انبهروا بقبول الدول الأوروبية لعدد من اللاجئين السورين واستضافتهم على أراضيها وباتوا يلعنون ويسبون في دولهم العربية التي تضيق بأهلها ذرعاً ولا مكان فيها لمواطنيها فهل حقاً أوروبا والغرب أرحم بنا من بلداننا؟ للإجابة على هذا السؤال دعونا نستعرض عدد من الحقائق: أولاً: بحسب احصائيات "الأونروا" كان في سوريا عام 2011 حوالي 650 الف لاجئ فلسطيني ، يتعلم أبناؤهم في مدارس سوريا ومدارس الأونروا، هؤلاء تضرروا كثيرا من الأزمة السورية وقد فر 63% منهم إلى الأردنولبنان ومصر. ثانياً: طبقا لاحصائيات منظمة العفو الدولية بلغ عدد اللاجئين السوريين 3.8 مليون لاجئي بنهاية 2014 ، يتركز 95% منهم في 5 دول هي لبنان، الأردن، تركيا، العراق، ومصر . ثالثاً:رغم هشاشة الدولة في لبنان فانها تستضيف وحدها 1.1 مليون لاجئ سوري بنسبة 26% ، ومع أن الأردن ليس طرفاً في اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين فانها استقبلت ما يقرب من 750 ألف لاجئ. رابعاً: الدول المعنية بإشعال الحرب الأهلية السورية -مثل السعودية وقطر وإيران وروسيا- هي الأقل تحملًا لعبء اللاجئين. خامساً: دول الخليج العربي تعتبر ضمن الممولين الرئيسيين للمعارضة المسلحة في سوريا؛ ولكن خلال السنوات الماضية ، لم توافق دولة واحدة من هذه الدولة على استقبال سوى خمسة لاجئين نعم خمسة لاجئين ثلاثة في البحرين، وواحد في الكويت، وواحد في قطر. سادساً: الدول الخليجية رغم أنها ترفض استقبال اللاجئين السوريين هي من بين أكثر الدول تبرعاً لجهود الإغاثة ومن بين دول الخليج تظهر الكويت في المقدمة من حيث التبرعات للجهود الاغاثية. سابعاً: روسيا الحليف الأول للأسد ترفض بطبيعة الحال استقبال أي لاجئي سوري ليس هذا فحسب بل إن نصيبها من التبرعات لإغاثة السوريين لم يتعد 1% من اجمالي التبرعات في عام 2014 والأمر نفسه ينطبق بدرجة أو أخرى على ايران والصين والدول الأسيوية الأغني مثل اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية التي رفضت استقبال أي لاجئ سوري. ثامناً: من بين الدول الأوربية تظهر المانيا والسويد الأولى عرضت استضافة 30 ألف لاجئي من الأونروا م، والثانية عرضت استضافة 1200 حالة فقط لكن في الواقع فقد استقبلت ألمانيا 46 الف حالة والسويد 50 الف حالة ما يعني ان بالدولتين 96 الف لاجئ سوري وباقي دول الاتحاد الأوروبي تضم ما يوازي 5 الاف حالة. تاسعا: فرنسا وبريطانيا كانتا أقل الدول الأوروبية استقبالا للاجئين السورين ويمكن القول أن هاتان الدولتان مغلقتان في وجه السوريين. عاشراً: كانت امريكا هي اقل الدول دعما للسوريين سواء على صعيد التبرعات لجهود الاغاثة الانسانية او استقبال اللاجئين الذين لا يتجاوزون بضعة الاف رغم كثرة الوعود الأمريكية بفتح الباب للسوريين للجوء الى امريكا. هذه الأرقام السابقة تؤكد لنا أن ما يزيد بقليل عن 100 ألف لاجئ سوري هم من استضافتهم دول الإتحاد الأوروبي وأمريكا والدول الأسيوية وباقي الملايين الأربعة في الدول العربية.