رغم كل ما تحمله الصورة من بشاعة وفظاعة، أطلق "ملك جمال سوريا" - حسبما يلقب - تصريحات صادمة حول صورة الطفل السوري الملقى جثة هامدة على شاطئ البحر قبالة سواحل بودروم التركية، حيث لم ير سوى الملامة والتحقير لما أسماه "تلك الموتة النجسة" ، يأتي ذلك في الوقت الذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والوكالات الإخبارية العالمية والعربية بالتعليق على هذه الصورة . الصورة المؤلمة التي تختصر مأساة التغريبة السورية، ورحلات الموت، وزوارق المعاناة، لا يمكن إلا أن تشحذ الغضب داخل كل من يشاهدها، غضب من هذا العالم المتفرج، غضب من المنظمات العاجزة، غضب وحقد من نظام هجر ونكل الآلاف من شعبه، ليأتي داعش والنصرة فيكملان المهمة. مأساة الأطفال بل موتهم لم يثن ملك جمال اسمه عبدالله الحاج يفترض أنه سوري قبل أي شيء آخر، من أن يصف أهل الطفل الذين ربما لقوا نفس المصير هناك في أي بقعة على الشاطئ قريباً من جثة طفلهم، بالأغبياء. وفي حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لم يجد الشاب في جثة هذا الطفل سوى "ميتة نجسة". ولم يخجل من إشهار "شعوره" هذا على حسابه الرسمي، في حين أن صحفاً عالمية أخذت تلك الصور عنواناً لمأساة المهاجرين السوريين، بل إن صحيفة "الاندبندنت" كتبت تحتها: "إن لم تغير صور هذا الطفل الغريق موقف أوروبا من ملف المهاجرين فما الذي سيفعل". يذكر أن عبدالله الحاج كان نشر سابقا على حسابه على فيسبوك أيضاً فيديو له في مسبح، تحت عنوان "نحنا كتير مبسوطين بسوريا"، يبدو أن سوريا التي يعيش فيها تختلف عن سوريا التي تعبق برائحة الموت اليومي، والقذائف والقنابل والمآسي. يذكر أن عبد الله الحاج على لقب ملك جمال كوكب الأرض (مستر بلانيت) لعام 2012، وذلك خلال حفل الانتخاب الذى أقيم فى مدينة ماراكاى فى فنزويلا ونظمته منظمة الجمال العالمية على مسرح منتجع برنسيسا بلازا . وتحت عنوان "الإنسانية تغرق" تشارك المغردون والمعلقون تبادل الصورة البشعة، لطفل الثالثة من العمر الذي قالت صحيفة الموندو الإسبانية إنه يُدعى ايلان كردي وانطلقت صرخات كثيرة أطلقها أشخاص عاديون وإعلاميون وسياسيون ومن كل الاختصاصات الأخرى. وفي الوقت الذي تنادت فيه الضمائر بعد صدمة الطفل الغريق، تناولت مواقع إسرائيلية أو موالية لإسرائيل، فقالت مثل موقع "عليا اكسبرس" إن صورة الطفل الغريق، ستمر في صمت ولن تهز ضمير العالم لأنها ليست لطفل فلسطيني بعد أن "تحول الأطفال الفلسطينيون إلى وسيلة مُفضلة لدى أعدائها في مساعيهم لتدمير دولة إسرائيل"، حسب قولها.