آلام الكتف والظهر والرقبة والصداع المزمن .. إصابات محتملة لطفلك " تجنبيها" اقترب موعد بدء العام الدراسي الجديد وما يصاحبه من توترات وضغوط عائلية وأسرية، إذ تستعد كل أسرة لضبط ميعاد نومها واستيقاظها وفقا لجدول المدرسة كما يبدأ إعلان حالة الطوارئ استعدادا لمصاريف الدروس الخصوصية والكتب والملازم وغيرها من مستلزمات العام الدراسي الجديد أما بخصوص طفلك فقد تلاحظين علي ظهره علامات انحناء وأوجاع برقبته وكاهليه بعد أن حط عنهما شنطة مدرسية مكدسة بالكشاكيل و الكتب ، فضلا عن علامات الإرهاق التي لا تلبث أن تفارقه طيلة الموسم الدراسي الأمر الذي يمنعه من التركيز ويضاعف من إصابته بالصداع المزمن على المدى القريب ، وينذر باحتمالات إصابته بانزلاق غضروفي واعوجاج بالعمود الفقري على المدى البعيد الأبحاث الطبية التي أجرتها جامعة «واشنطنالامريكية» كشفت عن أن ما يقرب من 70 ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والثامنة عشرة اضطروا في عام واحد لدخول المستشفى لتلقى العلاج نتيجة لتأثرهم بإصابات في الظهر والعمود الفقري جراء حمل الشنطة المدرسية . وتنصح «الاكاديمية الامريكية لجراحي العظام» أولياء الامور بضرورة الانتباه إلى ثقل نشطة المدرسة التي يحملها الأطفال على ظهورهم، مشددة على ما تسببه من مشكلات صحية خطيرة على سلامة العمود الفقري في مراحل متقدمة من أعمارهم. فيما حذرت دراسة إسبانية وبريطانية مشتركة سابقة، من تأثير الأوزان الثقيلة على الأطفال وما تسببه من آلام في الظهر وتشوهات في العمود الفقري، لافتة إلى أن الفتيات أكثر عرضة من الذكور للإصابة بالانحناء في العمود الفقري، وبينت أن وزن الحقائب المدرسية كان يماثل وزن الطفل أحيانا وربما أكثر من أوزانهم. كما كشفت دراسة أخري بعنوان (تأثير وزن الحقيبة المدرسية على التوازن وآلام الجهاز الحركي لدى طالبات المدارس)، أجرتها الباحثة وأخصائية العلاج الطبيعي بمستشفى «الأمير سلمان بن عبدالعزيز» فاضلة فاضل القلاف، عن أن نسبة كبيرة من الطالبات تعانين من آلام في أماكن مختلفة من الجسم وأكثرها كانت آلام الكتف (43 %), ويليها آلام الظهر والرقبة، وأن معظم الطالبات يشعرن بأن حقيبتهن المدرسية ثقيلة الوزن (45.1 %) ويجدن صعوبة في أثناء الصعود والنزول من السلم. وأوضحت أن متوسط وزن الحقيبة المدرسية هو 4,57 كيلو جرام ويتراوح بين 2,10- 7,40 كيلو جرام ومتوسط نسبة وزن الحقيبة لوزن الجسم هو 10,08 % ويتراوح بين 4.54- 19,76%، لافتا إلى أن النتائج كشفت عن تغيرات أثناء حمل الطالبات للحقيبة في مستوى الأكتاف ما يدل على اختلال في قوام الطالبات أثناء حملهن للحقيبة كرهت المدرسة بسبب الشنطة الطالب عبد الحكيم راضي – طالب بالصف الخامس الابتدائي – قال « منذ دخولي الصف الرابع الابتدائي، وأنا أحمل هم الشنطة فقد أصبحت ثقيلة على ظهري بسبب زيادة الكشاكيل والكتب المدرسية وثقل أوزانها . وأضاف أنه مجبر على حمل الشنطة لمسافة كبيرة جدا تستغرق ساعة سير على الأقدام حتي وصوله للمدرسة، مضيفا أن المدرس لا يرحم الطالب الذي لا يحضر الكشكول أو الكتاب، فهناك عقاب وحرمان من حصص الألعاب، وقد يصل الأمر إلى الضرب بالعصا محاولات لتقليل الوزن من جانبها أقرت عبير صالح – مدرسة لغة عربية – بثقل وزن الشنطة المدرسية تكون على ظهر الطالب في المرحلة الابتدائية، وقالت : أشعر بالاسى لما يعانيه الطالب جراء حملها وأضافت صالح ، أنها تبذل قصارى هدها لتخفيف العبء من على الطالب عن طريق تنظيم جدول حصص الاسبوع بحيث لا يحملون أكثر من كشكول واحد للمادة في اليوم ؛ وذلك لأنها تعتبر أكثر مادة تحتاج كشاكيل، مضيفة أن العيب يرجع إلى ازدحام وتكدس جدول الحصص اليومية لكل المواد التي يضطر على اساسها الطالب لاحضار جميع كتبه ، وهذا يرجع إلى الزمن المحدد لا نهاء المقرر الدراسي لكل مادة. وأشارت إلى أن منظومة التعليم تحتاج إلى تغيير شامل حتى يخرج جيل يحب التعليم ويقبل على المدرسة، وقالت الدكتورة منى صادق – «مدير مركز الطفل العامل والباحثة بالمركز القومي للبحوث التربوية»، لا يمكننا الاستغناء عن الكتاب المدرسي و شنطة المدرسة فهي الرابط الذي يربط الطالب بالمدرسة، رغم ثقل الشنطة على ظهر الطالب إلا أنه مضطر لحملها رغم كل شئ وأضافت في تصريحات لشبكة الإعلام العربية «محيط»، أنه ينبغي أن تخصص الإدرات التعليمية دولاب خاص بكل طالب لحفظ الكتب المدرسية والكشاكيل بها، إلا أن ذلك لا يمكن أن يحدث في ظل وجود فصل به 120 طالبا، مضيفة أنه يجب على المدرس أن يكلف الطالب بكتابة الواجب في المدرسة وليس المنزل مثلما يحدث في العالم المتحضر . وأشارت إلى أن يجب أن ننمى لدى الطفل فكرة وجود مكتبة بها العديد من الكتب التي يقرأ منها، فهناك العديد من المناطق العشوائية تلهث وراء محو الأمية. صداع مزمن من جانبها كشفت الدكتورة عزة عبد الناصر «أستاذ طب المخ والأعصاب بجامعة عين شمس»، أن سبب الصداع المزمن الذي يعاني منه الطالب أثناء الدراسة يرجع إلى ثقل حمولة الشنطة المدرسية التي يحملها على ظهره والتي تتسبب في شد عضل في الرقبة والظهر و تؤثر بشكل مباشر على فقرات العمود الفقري. وأكدت عبد الناصر، أن تأثير الشنطة على المدى القريب الام حادة في الكتف والظهر والقدم والتهاب الجذور العصبية من منطقة الرقبة، وعلى المدى البعيد يحدث انزلاق غضروفي وانحناءة في الظهر وتشوه بالهيكل الخارجي للطفل عندما يكبر. وأضافت أنها لا تفضل شنطة الظهر فمن الممكن أن يحمل الطالب الكتب الدراسية في شنطة يدوية أفضل من حملها على الظهر، أو يكون التدريس من خلال وسائل التكنولوجيا الجديدة مثل «البروجكتور»، لافتة في نفس الوقت إلى أنها لا تشجع على تبديل الكتاب بالكتاب الالكتروني حتى لا يؤثر على العين من خلال كميات الطاقة الكهرومغناطيسية. وطالبت من المدرسين إلا يجبروا الطالب على حمل الكشاكيل بكثرة في أول العام الدراسي، حتى لا تكون حملا على الطالب وعبءَ على الأسرة أيضا المواصفات الصحية العالمية للشنطة المدرسية . أن تكون ذات دعامة قطنية سميكة من الناحية الخلفية؛ وذلك لتوفير الدعم للعمود الفقري. . أن تكون لها حمالات أكتاف قطنية عريضة كيلا تؤذي الكتفين. . مزودة بحزام متصلب الحمالات يربط حول الخصر لتوزيع الوزن على أجزاء الجسم. . أن تكون خاماتها ذات أوزان خفيفة . . مراعاة حجم الحقيبة بالنسبة لعمر الطالب.