اسلام اباد: اعلنت الوكالة الحكومية الباكستانية لإدارة الكوارث السبت ان عدد المتضررين من أسوأ فيضانات في البلاد منذ 80 عاما بلغ 14 مليون شخص ، وسط دعوات بتقديم المساعدات الدولية العاجلة. وقال نديم أحمد رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث "الرقم يشمل إقليم خيبر بختون خوا الشمالي الغربي وإقليم البنجاب في وسط البلاد بالإضافة إلى إقليم السند، ودمر نتيجة الفيضانات ما لا يقل عن 650 ألف منزل". وواصلت المياه اكتساحها للبلاد متوجهة من الشمال الغربي إلى الوسط والجنوب ، وتفيض أنهار السند حيث تقع مدينة كراتشي أكبر مدن باكستان وعاصمة البلاد الاقتصادية. وكانت السلطات لجأت خلال الايام الماضية الى ترحيل نصف مليون شخص من 11 مقاطعة بإقليم السند، كما أصدرت تحذيرا إلى سكان المناطق الواقعة على ضفاف نهر الهندوس. وغمرت المياه قرى بأكملها خلال الأسبوع الماضي، متسببة في مقتل ألف وستمئة شخص. كما نزح حوالي 1,4 مليون شخص هربا من الفيضانات في البنجاب، و استخدمت السلطات طائرات مروحية من أجل إخلاء ثلاثة آلاف سائح حُصروا في منطقة قلم بوادي سوات حيث جرفت الفياضانات العديد من الجسور. ويقول المسؤولون إن النازحين في حاجة ماسة إلى الخيام والملاءات البلاستيكية وإلى الغذاء والدواء. وتزداد المخاوف بتفاقم الكارثة الانسانية ، حيث ان فصل الأمطار الموسمية لم يمضي منه سوى المنتصف، وتتوقع الأرصاد الجوية هطول أمطار إضافية في البلاد، خصوصا في المناطق التي تضررت بالفيضانات. وتجنبا لخطر الصعقات الكهربائية اضطرت السلطات إلى إغلاق الشبكة الكهربائية في منطقتي البنجاب والسند. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في خطاب نقله التلفزيون "اريد ان اطلب من المجتمع الدولي تقديم المساعدة الى باكستان لتخفيف معاناة المتضررين من الامطار الغزيرة والفيضانات". وأضاف أن باكستان "تشهد اسوأ فيضانات في تاريخها. الخسائر هائلة في الأرواح وفي البنية التحتية". في هذه الأثناء تتصاعد مشاعر الاستياء من الرئيس آصف علي زرداري، الذي قام بزيارة دولة لبريطانيا التقى فيها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وتصاعد الاستياء بين ضحايا الفيضانات مما اعتبروه فشلا من السلطات في مساعدتهم خاصة وان معظم المناطق المنكوبة تعاني أصلا من الفقر وضعف بنيتها الأساسية . واستجابة لطلب تقدمت به باكستان تعهد البنك الدولي بإنشاء صندوق للمساعدات بمبلغ أولي عبارة عن 80 مليون دولار. وسوف يتكلف إعادة تعبيد الطرق 59 مليون دولار، بينما ستكلف الإصلاحات الضرورية في قطاع الطاقة مبلغ حوالي 30 مليون دولار.