صٌنع في عاصمة الضباب وتصميمه يشبه القصور تم تركيب أول لاسلكي في العالم به يحتفظ ببيانو آثري أهدته الإمبراطورة أوجيني للخديوي إسماعيل تمسك به فاروق ومصر رفضت التنازل عنه صعد على متنه ملوك ورؤساء عرب وأوروبيين صاحب السادات في رحلته لتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل الإنسان مصيره الفناء بينما "الشواهد التاريخية" باقية أبد الدهر، مثلما خُلدت قصة السفينة تيتانك، أصبح يخت "المحروسة" أيقونة شهدت صولات وجولات من الانتصارات والانكسارات شارك في إبعاد حكام عن بلادهم وجاب العالم وحمل رؤساء وملوك عدة. ومع افتتاح قناة السويس الجديدة جاء دوره ليقل الرئيس عبد الفتاح السيسي ليفتتح قناة السويس الجديدة في عام 2015 بعد أن فتح اليخت القناة القديمة مرتين قبل ذلك. تاريخه يبلغ طوله 411 قدما وعرضه 42 قدما وحمولته 3417 طنا، وتم البدء فيه عام 1863 بعد أمر من الخديوي إسماعيل والي مصر بصناعته التي تولته شركة "Samvda" في بريطانيا وتم الانتهاء منه عام 1865، وصنع من الحديد، ثم أبحر اليخت من ميناء لندن علي ضفاف نهر التايمز الإنجليزي ثم إلى ميناء الإسكندرية، وسمى "المحروسة". وكان اليخت يعمل بنظام الطارات الجانبية بسرعة حوالي 16 عقدة في الساعة ومحرك بخاري يعمل بوقود فحم حجري، وكان يزينه مدخنتين علاوة علي ثمانية مدافع من طراز أرمسترونج للحماية من اي إغارة بحرية. وبعد فترة أدخلت عليه بعض التعديلات ليواكب التكنولوجيا البحرية المتقدمة، حيث زاد طوله وعُدل الشكل الخارجي وفي عام 1894 تم تغيير الغلايات الخاصة به بورشة حسبو بك" بالإسكندرية، وتم نزع نظام الطارات الجانبية لتحل محلها نظام الرفاصات وزود بتوربينات بخارية حديثه وزود بوسيلة اتصال وهي التلغراف، وتم تركيب أول لاسلكي في العالم على ظهر المحروسة عام 1912. تصميمه ويتكون المحروسة من خمسة طوابق، الطابق السفلي يضم الماكينات والغلايات وخزانات الوقود والطابق الرئيسي غرف الجلوس، المطابخ، المخازن، الجناح الشتوي، والقاعة الفرعونية إضافة إلى جناح الأمراء والأميرات، أما الطابق العلوي الأول فيضم مقدمة اليخت، المخطاف، الأوناش، صالة الطعام، صالة التدخين. كما أنه مزود بطابق علوي ثاني به سطح المدفعية، الحديقة الشتوية والصيفية، الجناح الصيفي والصالة الزرقاء والطابق العلوي الثالث الممشى والعائمات، واحتوي اليخت علي أربعة مصاعد منها المصعد الخاص بالجناح الخصوصي وجراج خاص بسيارة جلاله الملك ذات اللون الأحمر الملكي. استعدادات طاقم اليخت للاحتفالية أولى رحلاته كانت أول رحلات يخت المحروسة عام 1867، لنقل الحملة المرسلة لإخماد الثورة بكريت وبعدها أبحر به الخديوي إسماعيل لحضور المعارض المقامة بباريس عام 1868، ثم كان السبيل الذي طرقه إسماعيل لميناء مرسيليا الفرنسي لدعوة ملوك وأمراء أوروبا لحضور الحفل العالمي لافتتاح قناة السويس في عام 1869. عبور القناة وكان المحروسة أول من عبر قناة السويس عند افتتاحها وعلى متنه الخديوي إسماعيل برفقة لفيف من ملوك وأمراء أوروبا مثل أمير هولندا وقرينته، ولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك، الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا، وإمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف. وأهدت الإمبراطورة أوجيني "بيانو" آثري للخديوي إسماعيل، كان قد صنع خصيصا للإمبراطورة في "شتوتغارت" بألمانيا عام 1867، وعزفت عليه بنفسها على ظهر اليخت، وما زال موجودا حتى الآن بنفس حالته الأصلية. وكانت آخر رحلات الخديوي إسماعيل على يخت المحروسة عام 1879 إلى ميناء نابولي في إيطاليا بعد عزله من حكم مصر على يد ابنه الخديوي توفيق باشا ولم يعد على متنه مجددا. وداع فاروق ولم تكن هذه المرة الأولي الذي يقل المحروسة خديوي بعيد عن بلده ففي عام 1914 أبحر اليخت وعليه الخديوي عباس حلمي الثاني إلى منفاه بالآستانة بتركيا، وفي عام 1939 جاء إلي مصر علي متنه محمد رضا بهلوي شاه إيران الراحل لعقد قرانه على الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان. أبحر اليخت بأمر من الملك فاروق الأول عام 1946 إلي ميناء جدة لينقل على متنه الملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية إلي ميناء بور فؤاد في زياراته لمصر وعاد به إلي موطنه مرة أخري بعد انتهاء الزيارة. وبعد ثورة يوليو عام 1952 وعزل الملك فاروق الأول عن العرش غادر المحروسة به إلي منفاه الاختياري في إيطاليا بقيادة "جلال علوبة" وهو الرجل الوحيد الذي أصر فاروق أن يتولى قيادته في رحلته الأخيرة وكان ينوي فاروق الاحتفاظ به ولكن السلطات المصرية رفضت طلبه ليعود مجددا إلي وطنه بعد نقله آخر ملوك مصر دون رجعة وليجد مصير واسم جديد بعد انتهاء عصر الملكية. تغيير اسمه بعد عام 1952 استخدم اليخت المحروسة لفترة في تدريب القوات البحرية المصرية واستخدمه كلا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات وتغير اسمه إلي اسم يخت "الحرية" إلا أنه لا زال يتمسك بصفته الملكية القديمة، إلي أن قرر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك باسترجاع اليخت إلى اسمه الأصلي اليخت "محروسة" وكان ذلك في عام 2000 وظل يحمله حتى الآن، ويرسو بمدينة الإسكندرية قبالة شاطئ قصر رأس التين الملكي. يجوب العالم مع الرؤساء كان "المحروسة" أفضل وسيلة لنقل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بين مصر ويوغوسلافيا، وشارك في مؤتمرات باندونج وبريوني والدار البيضاء واللاذقية لدول عدم الانحياز، وكان يقع تحت حراسة المدمرات والغواصات المصرية، كما كان لليخت السبق في فتح قناة السويس للمرة الثانية في يونيو 1975م إبان حرب أكتوبر 1973 وعلى متنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وشارك "المحروسة" في العديد من المناورات البحرية وصعد على متنه العاهل السعودي الراحل الملك فيصل والملك خالد والملك حسين والسلطان قابوس ، وقد استخدم اليخت خلال الفترة من 1955 حتى 1973 لتدريب طلبة الكلية البحرية المصرية . وفي عام 1976 أبحر اليخت مسافة 12700 ميل بحري إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للاحتفال بالعيد رقم 200 لاستقلال أمريكا وفي عام 1978 صاحب "اليخت" السادات في رحلته إلى يافا لتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل. وفي عام 2015 يشارك المحروسة وللمرة الثالثة في السير بقناة السويس الجديدة ليفتح شريانا جديدا يبعث الخير لمصر.