اسلام اباد: اعلنت الاممالمتحدة الاثنين ان 3.5 مليون طفل باكستاني معرضون لخطر الاصابة بأمراض فتاكة بسبب مياه الفيضانات التي تضرب البلاد منذ اكثر من اسبوعين في اسوأ كارثة انسانية. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" ان عمليات تطعيم للأطفال من مرض الحصبة وشلل الأطفال وللنساء الحوامل من التيتانوس ستبدأ خلال الأيام المقبلة في منطقة البنجاب. واشارت المنظمة الى انها نقلت 100 طن أخرى من الأدوية وأغذية الأطفال والأدوات الصحية إلى باكستان ، كما ضاعفت كمية من الأدوية المضادة للإسهال والتي تكفي لملايين من ضحايا الفيضانات . وتوقع خبراء الارصاد ان تشهد باكستان توقفا قصيرا للامطار، وسط استغاثات من بطء وصول المساعدات لملايين يعيشون بلا مأوى وبلا طعام ومياه شرب نظيفة. وتراجع منسوب المياه في نهر الاندوس الذي يروي سهول باكستان في اقليم البنجاب الاكثر سكانا والاكثر تضررا من الفيضانات، لكن الفيضانات ستستمر على شدتها في المناطق التي تحطمت فيها الحواجز. وفي اقليم السند من المتوقع ان تشتد الفيضانات. وامتدت مياه الفيضانات التي تجتاح شمال ووسط باكستان إلى مناطق جديدة، حيث زحفت إلى منطقتي يعقوب آباد في اقصى جنوباقليم السند، وجعفر آباد في إقليم بلوشستان جنوبي البلاد. وغمرت المياه مساحات شاسعة في الإقليمين مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف عن مناطقهم. وقال مراسل قناة "الجزيرة" انه من المتوقع ان يشهد جنوب السند فيضانات طوفانية نتيجة لتدفق مياه نهر إندوس وروافد مائية أخرى. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال امس الاحد ان الفيضانات التي تشهدها باكستان الآن هي أسوا كارثة رآها في حياته، داعيا المجتمع الدولي على الإسراع بتقديم المساعدات إلى نحو 20 مليون شخص متضرر. وتحدث بان كي مون بعد تحليقه في سماء بعض المناطق الاكثر تضررا مرفوقا بالرئيس آصف علي زرداري "هذا يوم مؤلم بالنسبة الي ، لن انسى ابدا الدمار والمعاناة اللذين عانيتهما اليوم ، في الماضي شاهدت عدة كوارث طبيعة في العالم، لكن لا شيء كان مثل هذا". وحثت الأممالمتحدة الجهات المانحة على تقديم 460 مليون دولار لمساعدات المتضررين، لكنها تشير إلى أن 20% فقط من ذلك المبلغ تم تقديمه. وعندما تنتهي الفيضانات، سيكون الناس بحاجة إلى مليارات أخرى لإعادة الإعمار وإعادة الناس إلى أعمالهم وحياتهم الطبيعية. وتأتي زيارة كي مون في الوقت الذي يشعر فيه الكثير من الباكستانيين بإحباط بسبب الحكومة التي تواجه مشاحنات سياسية وعنفا متزايدا من المتشددين. ووجهت اتهامات للحكومة الباكستانية بسبب بطء استجابتها للتعامل مع الأزمة، واعتمد الضحايا في الغالب على الجيش أكبر القوى في باكستان وعلى هيئات الإغاثة الأجنبية للحصول على المساعدة.