واصل الترجي التونسي نتائجه المخيبة في مرحلة المجموعات ببطولة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكونفدرالية الأفريقية) بعدما سقط للمرة الثالثة على التوالي إثر خسارته 1 / 2 أمام ضيفه الملعب المالي في الجولة الثالثة لمباريات المجموعة الأولى اليوم السبت. وظل الترجي بتلك النتيجة قابعا في مؤخرة الترتيب بلا رصيد من النقاط، بعدما خسر صفر / 3 أمام الأهلي المصري في الجولة الأولى، وصفر/ 1 أمام مواطنه النجم الساحلي في الجولة الثانية، ليتأزم موقف أبناء باب سويقة تماما وتصبح مهمتهم شبه مستحيلة في انتزاع إحدى بطاقتي التأهل للدور قبل النهائي. في المقابل، رفع الملعب رصيده إلى أربع نقاط في المركز الثالث، متأخرا بفارق ثلاث نقاط عن الأهلي صاحب الصدارة، ونقطتين عن النجم الساحلي، الذي يحتل المركز الثاني. وتأتي تلك الخسارة لتعمق من أحزان الجماهير التونسية التي عانت من خيبة الأمل عقب خسارة النجم الساحلي صفر / 1 أمام مضيفه الأهلي في المجموعة ذاتها في وقت سابق اليوم. وتقدم الملعب بهدف مباغت في الدقيقة الخامسة عن طريق عبدواللاي سيسوكو في الدقيقة الخامسة، قبل أن يتعادل فخرالدين بن يوسف سريعا للفريق التونسي في الدقيقة العاشرة، في ظهوره الأول مع الترجي الذي انضم إلى صفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وبينما تهيأت جماهير الترجي لتسجيل فريقها المزيد من الأهداف، لاسيما بعد اضطرار الملعب للعب بعشرة لاعبين خلال الشوط الثاني، عقب طرد لاعبه كيتا في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول، أضاف كوليبالي مامادو الهدف الثاني للضيوف في الدقيقة .52 وبدا الإرهاق واضحا على أداء الترجي خلال الفترة المتبقية من المباراة، ليظهر بشكل باهت للغاية، ويخفق لاعبوه في إدراك التعادل. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يفشل خلالها شيخ الأندية التونسية في حصد أي نقطة خلال مبارياته الثلاث الأولى في مرحلة المجموعات طوال مشاركاته في المسابقات الأفريقية. لم تمر المباراة بمرحلة جس النبض، بعدما فاجأ الفريق المالي الجميع بتسجيله هدفا مبكرا في الدقيقة الخامسة عن طريق موسى سيسوكو، عقب تلقيه تمريرة عرضية زاحفة من الناحية اليمنى، سددها مباشرة بقدمه اليمنى، دون مضايقة من أحد، سكنت الزاوية اليسرى العليا للمعز بن شريفية حارس مرمى الترجي. حاول الترجي تنظيم صفوفه مرة أخرى، ليعاود نشاطه الهجومي مجددا ويسجل نجمه الجديد فخرالدين بن يوسف هدف التعادل في الدقيقة العاشرة، بعدما تابع تمريرة عرضية من الناحية اليمنى، سددها بقدمه اليمنى داخل الشباك، مستغلا التمركز الدفاعي الخاطيء للاعبي الملعب. ارتفعت معنويات الترجي عقب تعادله السريع، وفرض سيطرته الكاملة على مجريات اللقاء، في ظل تراجع لاعبي الملعب للدفاع، وشهدت الدقيقة 24 فرصة مؤكدة لأصحاب الأرض، بعدما تابع بن يوسف ركلة ركنية من الناحية اليسرى، ليسدد الكرة مباشرة بقدمه ولكنها اصطدمت في القائم الأيسر، ليتابعها مرة أخرى ويمررها لإلياس الجلاصي الذي سدد الكرة ولكنها ارتطمت في العارضة. ولم تمر سوى دقيقتين، حتى سدد حاتم البجاوي تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، ولكنها ابتعدت عن القائم الأيمن بقليل. وعلى عكس سير اللعب، كاد الملعب أن يضيف الهدف الثاني، بعدما تلقى عبدواللاي سيسوكو تمريرة عرضية من الناحية اليسرى، وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى في الدقيقة 30، ولكنه فشل في تسديد الكرة لتمر بجواره بغرابة شديدة. هدأ إيقاع المباراة نسبيا، قبل أن يعود الترجي لنشاطه الهجومي مجددا. وأضاع صامويل إيدوك فرصة خطرة للترجي في الدقيقة 40 بعدما تلقى تمريرة من بن يوسف ليمر بالكرة حتى وصل بها لمنطقة الجزاء، قبل أن يسدد الكرة برعونة في يد حارس الملعب الذي سقطت الكرة من يده لتذهب إلى ركلة ركنية. وواصل بن يوسف انطلاقاته المزعجة لدفاع الملعب، ليسدد كرة قوية في الدقيقة 44 ولكنها ذهبت في منتصف المرمى ليمسكها حارس الملعب بسهولة. وشهدت الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع منعرجا في المباراة بعدما اضطر الملعب للعب بعشرة لاعبين عقب طرد لاعبه كيتا الذي حصل على الإنذار الثاني لالتحامه العنيف مع بن يوسف، لتحتسب ركلة حرة مباشرة من على حدود المنطقة ولكنها لم تسفر عن شيء، لينتهي الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل فريق. وسار الشوط الثاني على نهج الأول بعدما استغل الملعب الأخطاء الدفاعية القاتلة للترجي، ليعيد كوليبالي مامادو التقدم للضيوف مرة أخرى، مسجلا هدفا مباغتا في الدقيقة 49، من تسديدة مفاجئة من على حدود المنطقة على يسار بن شريفية. حاول الترجي إدراك التعادل سريعا، وسدد لاعبه إلياس الجلاصي تصويبة من على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 53، ولكنها ذهبت إلى خارج الملعب. وقاد إيدوك هجمة من الناحية اليسرى في الدقيقة 57 ليمرر كرة عرضية زاحفة إلى إدريس المحيرصي الذي فشل في ترويضها، لتتهيأ إلى حسين الراقد الذي صوبها مباشرة ولكن وقف له حارس الملعب بالمرصاد. انحصر اللعب في منتصف الملعب على عكس المتوقع، بسبب البطء الشديد الذي اتسم به أداء الترجي، وهو ما منح الفرصة للملعب لمحاولة تسجيل الهدف الثالث. وأيقظ المحيرصي الجماهير التونسية التي تابعت اللقاء، بعدما تلقى تمريرة أمامية داخل المنطقة في الدقيقة 72، ولكنه أطاح بالكرة إلى خارج الملعب. واتسمت ربع الساعة الأخيرة للمباراة بالعشوائية الشديدة في أداء الترجي، الذي اندفع لاعبوه نحو الهجوم من أجل تسجيل هدف التعادل ولكن دون جدوى، ليواصل الفريق التونسي السقوط بعدما تلقى خسارته الثالثة على التوالي في البطولة.