يقع مشهد السيدة رقية بجوار البوابة الموصلة إلى السيدة نفيسة بالقرب من جامع شجرة الدر. هو فى الاصل مسجد فاطمى صغير يسمى مسجد الاندلس بنى فى عهد الخليفه الفاطمى الحافظ لدين الله ولقد كرس لذكرى رقية بنت أمير المؤمنين على بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدون. وهى احدى زوجات الخليفه الآمر بأحكام الله (حكم 1101-1130) . وهو مشهد رؤيا، وقد روي أن الحافظ عبد المجيد رأى فى منامه السيدة رقية متلففة، فبنى لها هذا المشهد وقد عرف ببركته وإجابة الدعاء. والسيدة رقية كانت من الصالحات، ولا توجد دلاله اذا كانت السيده رقيه مدفونه بداخله اما لا فلا يحتوي المشهد على اية رفات وانما هو عبارة عن نصب تذكاري، و يوجد تابوت خشبي عليه كتابه بالخط الكوفى تقول " هذا الضريح السيده رقيه بنت امير المؤمنين على بن ابي فى سنه "533" هجريه. والمشهد يدخل ضمن مجموعة من الصروح الفاطمية في القاهرة المخصصة لتكريم الأولياء. والمشهد عبارة عن مسطح مربع محاط بمسطحات مستطيلة من جانبيه. وكل مسطح مستطيل به دخلة محراب. والمسطحان المستطيلان والسقيفة التي تتقدم الطرف مغطاة بسقف خشبي مسطح. ويقع المدفن في الجزء الأوسط، وتعلوه قبة. وهذه الأجزاء منفصلة، بعضها عن البعض بعقدين، كل منهما محمل على عمودين، مع وجود محراب مجوف وسط كل جزء. والمحراب الرئيسي قطعة فنية رائعة؛ ويبلغ ستة أمتار في الارتفاع وثلاثة أمتار في الاتساع (العرض) ومترا وعشرين سنتيمترا في العمق، وتعلوه طاقية في شكل محارة وبها جامة في الوسط. وللقبة أربعة وعشرين جانبا (ضلعا)، وترتكز على رقبة مثمنة تقوم على دلايات في أركان المربع. وفي منتصف كل ضلع من أضلاع مربع القبة نافذة بثلاث فتحات؛ بين الدلايات. وقد قام الشريف حسين ابن أبو بكر الحسيني بإعادة بناء مشهد السيدة رقية فى سنة 844ه/4401م، كما قام الأمير عبد الرحمن كتخدا بترميم المشهد إلى جانب مشاهد أخرى بالشارع فترة السبعينيات من القرن الثاني عشر الهجري، أما الخديوي عباس الأول فقد رمم المشهد وقام بتوسيع تكيته، كما قامت ابنته أيضاً بتوسعتها أكثر. ويعتبر مشهد السيدة رقية مع ضريحي السيدة عاتكة وسيدي الجعفري حلقة من سلسلة مشاهد أهل البيت التي اصطف عدد منها على جانبي شارع الخليفة، وأصبحت مزاراً لمريديهم. وحتى وقت قريب كان يقام مولد للسيدة رقية ثانى يوم بعد مولد السيدة نفيسة، إلا أنه أوقف بعد تدهور المشهد بفعل المياه الجوفية .