هو سليمان بن داود عليهما السلام، ورث النبوة والملك من أبيه داود عليه السلام، وسأل سليمان ربه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فأجابه الله إلى مسألته. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل ثلاثة، سأل الله عز وجل حكمًا يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله عز وجل ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد ألا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه. فسخر الله له الريح تجري بأمره، وسخرت له الجن والشياطين، والإنس والطير كلهم جنود له يأتمرون بأمره، قال تعالى: "قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب، فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب"، وقال تعالى: "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون". ومكنه الله من فهم لغة الطيور وغيرها، قال تعالى: "يا أيها الناس علمنا منطق الطير"، وقال تعالى: "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتو على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكاً من قولها، وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين". وقصة سليمان عليه السلام مع الملكة بلقيس، أظهرت عظمة ملك سليمان، وكيف أُحضر عرش بلقيس خلال مدة يسيرة جداً، قال تعالى: "قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك"، والمعنى: "قبل أن يرجع إليك طرفك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضته" . وكان لسليمان عليه السلام نساء كثر، ذكر بعض السلف أنه كانت لسليمان عليه السلام من النساء ألف امرأة سبعمائة حرائر، وثلاثمائة إماء، وقيل العكس، ويدل على كثرتهم الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (قال سليمان لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعًا فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل وايم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانًا أجمعين. وأما موت سليمان عليه السلام، فقد كان فيه عبرة للإنس، حيث قبض الله روح سليمان وهو متكئ على عصاه، وكانوا يهابون منه فلا يسألونه أو يحدثونه حتى يكون هو البادئ، واستمر على ذلك زمناً طويلاً، وما علموا إلا بعد أن أكلت "الإرضة" عصا سليمان فخر ساقطاً، فعلمت الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، ولو كانت الجن تعلم أن سليمان عليه السلام قد مات منذ زمن، لم يصبروا على البقاء في السخرة والعذاب. وكان سليمان عليه السلام قد دعا ربه فقال: اللهم عم على الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب قال تعالى: "فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين". الدروس المستفادة وعن الدروس المستفادة من قصة سيدنا سليمان قال الدكتور محمود حربي مدرس بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الدعاء مهم جداً ويلزم على الإنسان المسلم الاهتمام بدعاء الله سبحانه وتعالى والدعاء مع العبادة كما لا يخفى عليكم. أضاف حربي ل" محيط"، ألمكانه الرفيعة والمرموقة والمهمة للعلم، حيث إنّ الإنسان تتسع مداركه فتتعاظم معرفته لله سبحانه وتعالى مما يجعله مؤهلاً لعطاء الله سبحانه وتعالى، ويظهر ذلك جليا في تفوق الذي عنده علم من الكتاب على الجن، نحن نعرف كم أعطى الله سبحانه وتعالى الجن من قوى لا تتوفر للإنسان العادي . وتابع: عدم الإغترار بالنعم التي يمنحها الله سبحانه وتعالى ونسيان حق شكرها وأدائه، ويتضح ذلك جلياً في سورة النمل حينا توجه سيدنا سليمان عليه السلام على الله سبحانه وتعالى وبشكل مباشر بالحمد والشكر لله سبحانه تعالى على ما منحه به من النعم وعدم التنكّر والجحود. وبين حربى، أن يقظة الحاكم وقوة ملاحظته لغياب احد الراعية، قال الله تعالى : " وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغآئبين"، على الرغم من تعدد إفراد الجيش في مملكة نبي الله سليمان وتنوع الأمم والمجموعات من الإنس والجن والحيوانات كل حسب مكانه ولكنه يلحظ عدم وجود فرد من جيشه في مكانه وأشار إلى أن اتخذ القرار الصحيح حيال الغياب والحزم في معالجة الأمور ومقاومة التسيب والانحراف قال تعالى: " لاعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين"، ماذا سيفعل الحاكم حيال تغيب فرد لن يؤخر شئ في المملكة ولكنه أسلوب حكم هل سيكون كلاما تهديدا فقد هل سينتظر الغائب ليعلمه بقراره لا إن قراره على الملا والجنود وقال حربى أن ما يؤخذ من قصتة علية السلام، أن العدل أساس الملك والحكم، قال تعالى : " لاعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو لياتينى بسلطان مبين"، كلمة صادقة ومعبرة إذ انه لايقوم ملك على ظلم وطغيان ولن تبنى الأمم على قهر الإنسان.