ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة السورية شنوا هجوما واسع النطاق على معاقل النظام في محافظة حلب شمال البلاد، مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 80 شخصا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»: هذا هو أعنف هجوم تشهده حلب من جانب قوات المعارضة منذ عامين، حيث سقطت أكثر من 400 قذيفة في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في حلب. وجاء الهجوم بعد فترة قصيرة من إعلان 13 فصيلا إسلاميا على رأسهم جبهة النصرة ومجاهدي الإسلام وأحرار الشام وغيرهم عن أنهم شكلوا غرفة عمليات عسكرية مشتركة تهدف إلى تحرير حلب وضواحيها. واستهدف القصف المكثف المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام بشكل رئيسي مثل أحياء الزهراء والخالدية والأشرفية وشارع النيل، مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة أكثر من 70 معظمهم يعانون من جروح خطيرة. وبالتزامن مع القصف المكثف، هاجم مقاتلو المعارضة العديد من الجبهات في مدينة حلب القديمة. وفي إطار ردها، قصفت طائرات قوات النظام السوري منطقة الاشتباكات والمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حريتان، بضواحي حلب الشمالية. واندلع القتال في حلب في منتصف 2012، وانقسمت السيطرة على المدينة منذ ذلك الحين بين المعارضة والنظام. وقال المحلل فراس أبي علي، من مؤسسة آي إتش إس البحثية ل «د.ب.أ» إن فقدان السيطرة على حلب أمر مكلف للغاية على الصعيد المحلي بالنسبة للنظام، لكن المدينة فقدت قيمتها الإستراتيجية من وجهة نظر عسكرية بحتة. وإذا فقدت قوات الأسد السيطرة على حلب، فإن خصومه، بما في ذلك جماعات المعارضة الرئيسية وميليشيات الدولة الإسلامية، ربما ينتهي بهم الأمر إلى أن يتقاتلوا مع بعضهم البعض من أجل السيطرة على المدينة، بحسب أبي علي.