شاركت قيادات مسيحية ويهودية في حفل نظمته الإدارة الروحية لمسلمي روسيا، ومجلس المفتين، مساء أمس الأربعاء وسط العاصمة موسكو، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، الذي بدأ اليوم الخميس. ورحب مفتي موسكو ألبير كرجانوف بحضور سيرجي ماتيوشين، ممثلا عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وسيرغي رياخوفسكي، رئيس اتحاد مسيحيي الإنجيل، وأدولف شاييفيتش، حاخام المنظمات اليهودية الدينية في روسيا، بالإضافة إلى سفراء الدول العربية والإسلامية، ورؤساء الجامعات، ومدراء المدارس الإسلامية والعلماء المستشرقين. وألقى سيرجي بوريسفيتش إيفانوف رئيس مجلس التعاون مع المنظمة الدينية التابع للرئاسة الروسية كلمة في الحفل، نقل خلالها تهنئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمسلمين بحلول رمضان، مؤكدًا أن "مسلمي الاتحاد الروسي مكون أصيل من مكونات المجتمع الروسي، وأن السلام الاجتماعي يسود البلاد بسبب التعايش الودي والمحبة التي تنتشر بين أبناء الوطن بغض النظر عن معتقداتهم الدينية". وأشاد ممثلو الديانات الأخرى في كلماتهم بمسلمي روسيا، معتبرين أن "كثافة الحضور من مختلف الديانات والقوميات دليل أن مسلمي الاتحاد الروسي كانوا وما زالوا يحظون بحب واحترام من الجميع، وأن روح المحبة والتعايش السلمي هما ما يسود المجتمع الروسي دائمًا". وعلى هامش الحفل افتتحت خيمة رمضانية، تتيح لزوارها طوال شهر رمضان، التعرف على ثقافات كل من إيران، وتركيا، وكازاخستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، وأذربيجان، بالإضافة إلى ثقافات الشعوب المسلمة في الاتحاد الروسي من التتار، والشيشان، والداغستان، والشركس، وتتار القرم، من خلال مهرجانات قومية. وبحسب منظمي الحفل، الذي أقيم في مسجد النصب التذكاري، وسط العاصمة موسكو، وحظي باهتمام رسمي وإعلامي واسعين، ستقدم الخيمة لزوارها، "بغض النظر عن الدين أو الجنسية، وجبتي الإفطار والسحور طوال الشهر الفضيل، بجانب أمسيات قرآنية وحفلات للأطفال". جدير بالذكر أن مسجد النصب التذكاري بُني في ساحة بكلوني غوري، وسط العاصمة الروسية بين عامي 1995-1997، بمبادرة من حكومة موسكو والإدارة الروحية لمسلمي القسم الأوروبي من روسيا، وسمي بهذا الاسم تخليدًا لذكرى مسلمي روسيا، الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.