عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في العاصمة المجرية بودابست، لعرض نتائج مباحثاتهم صباح اليوم الجمعة. ووجه الرئيس السيسي في بداية المؤتمرالتحية والتقدير لدولة المجر على القيادة "الرائعة والساحرة" التي تقود البلاد في الوقت الراهن . وقال الرئيس السيسي لرئيس الوزراء المجري "اسمحوا لي أولا أن أتوجه إلى بلدكم الصديق، وإليكم شخصياً، بالشكر والتقدير على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وهو ما مهد الطريق للنتيجة المثمرة والمرجوة من المشاورات، التي أثبتت نتائجها أنها تستند إلى أساس عميق وممتد من العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين منذ عشرات السنين". وأضاف: "لقد عقدتُ مشاورات موسعة مع رئيس الوزراء المجري الصديق حيث استعرضنا التطورات في الشرق الأوسط وأوروبا، وأكدنا على أهمية التعاون الثنائي بيننا، بما في ذلك في المجالات التجارية والاقتصادية". وقال: "إنني أوضحتُ الموقف المصري إزاء قضية مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى التنسيق القائم بين جميع المنظمات الإرهابية، وكذا رؤية مصر لحل الأزمة الحالية في ليبيا، كما ناقشنا أيضا الأزمة السورية والوضع في العراق. وتابع : "قد اتضح خلال تلك المشاورات مدي تقارب الرؤى بين البلدين، والذي وصل في أحيان كثيرة لحد التطابق، لذلك أود أن أعرب عن ارتياحي بشأن المشاورات الجارية بين بلدينا التي تضمنت العديد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك". وأوضح أنه قد أعاد "التأكيد خلال المشاورات على إرادة الشعب المصري وتطلعه لتحقيق الازدهار لمصر الديمقراطية، فقد اعتمدنا بالفعل دستورا جديدا وتم عقد الانتخابات الرئاسية، وأكد أصدقاؤنا في المجر أنهم سيواصلون التضامن معنا حكومةً وشعباً في حربنا ضد الإرهاب، وكذلك دعم مصر في سعيها للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة". وقد أعرب السيسي عن شكره وامتنانه للمجر بشأن موقفها الإيجابي من عملية الانتقال الديمقراطي في مصر، مضيفا: "على الرغم من الموقف السلبي لبعض الدول الأخرى التي تجاهلت التحديات التي تواجه مصر في التعامل مع التهديدات الإرهابية في سيناء وعلى طول حدود مصر الغربية". وقال: "الرئيس السيسي أنني عبرتُ عن رغبتنا في أن تساهم المجر بشكل إيجابي في دعم مصر داخل إطار الاتحاد الأوروبي، من خلال التعبير عن حجم الصعوبات والتحديات التي تواجه مصر في الوقت الحالي، وكذلك حجم الإنجازات التي تحققت بالفعل، كما نعول على التعاون مع الدول الصديقة، مثل المجر، في الأطر متعددة الأطراف". و أعلن السيسي أن المشاورات قد تطلعت لفتح آفاق أكبر أمام تعزيز العلاقات التجارية والصناعية بين البلدين بحيث تكون على ذات وتيرة تقدم العلاقات السياسية الودية، بما في ذلك من خلال الاستفادة الكاملة من الفرص الواعدة المتوفرة في مجالات مختلفة، وخاصة في إطار البيئة المصرية المشجعة على الاستثمار في الوقت الحالي، التي كللتها النتائج الناجحة لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في شرم الشيخ، وقانون الاستثمار الجديد – على حد قوله. وفي هذا الإطار، شدد الرئيس السيسي على أهمية التوصل إلى اتفاقيات جديدة في العديد من المجالات، ومن بينها تزويد مصر بالقاطرات وعربات القطار، وتعزيز التعاون في مجالات الري، ومكافحة الإرهاب، والسياحة، واتفاقيات التعاون الثلاثي بين مصر والمجر والدول الإفريقية. وقال الرئيس السيسي: "في ضوء التقارب الواضح بين وجهات نظر البلدين بشأن معظم القضايا الخارجية وكذلك تطلعهما لآفاق واسعة من التعاون في مختلف المجالات، فقد وقعنا اليوم على بيان مشترك يؤكد عمق العلاقات بين البلدين ويضعهما على مسار واضح من التعاون والتفاعل في مختلف المجالات، ونتطلع لأن تشهد أعمال اللجنة المشتركة، التي ستعقد في بودابست خلال أيام قليلة، التوقيع على المزيد من الإتفاقيات الثنائية التي تؤكد وتعكس توجهاتنا". وأثني على الأداء المتميز للقوات المجرية التي خدمت ضمن القوات متعددة الجنسيات والمراقبين في سيناء لأكثر من 20 عاماً واختتمت مهمتها في مارس2015، وأكد على تطلعه خلال المرحلة المقبلة للمزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والمزيد من التعميق للتفاهم بينهما بشأن مختلف القضايا الدولية والإقليمية. وفي ختام المؤتمر الصحفي قدم الرئيس السيسي الشكر للجاليات المصرية التي جاءت من كل دول أوروبا وقطعوا مسافات طويلة لتحيته.