قال الإعلامي السعودي طارق الحميد، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية اتهمت عبر موقع سفارتها الرسمي في دمشق، قوات نظام بشار الأسد بتنفيذ غارات جوية لمساعدة تنظيم داعش على التقدم حول مدينة حلب. وأضاف الكاتب في مقاله المنشور اليوم على الموقع الالكتروني لجريدة الشرق الأوسط، إن السفارة الأميركية قالت إن «التقارير تشير إلى أن النظام يشن غارات جوية تدعم تقدم تنظيم داعش إلى حلب ويساعد المتطرفين ضد السكان السوريين»!. ولفت الكاتب إلى أن التصريحات الأميركية تأتي في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا ستقف حتى النهاية إلى جانب الحكومة السورية وشعبها». وأضاف أنه في الوقت الذي يشكو فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من نقص الدعم الدولي لبلاده في مواجهة «داعش»، وقوله إن تدفق المقاتلين الأجانب لبلاده لم يتوقف، متهما بعض «دول الجوار» بالتساهل حيال ذلك، وفوق هذا وذاك يأتي الاتهام الأميركي لنظام الأسد بدعم «داعش»، متزامنًا مع تصريحات مهمة لوزير خارجية فرنسا فحواها أن الحل بالعراق ضد «داعش»، يجب أن يبدأ عبر الحل السياسي في سوريا. ونوه الكاتب إلى أن دعم الأسد ل «داعش» غير مستغرب، حيث فعلها الأسد من قبل في العراق باستغلال مقاتلي تنظيم «القاعدة» بعد الغزو الأميركي، وعليه فإن دعم الأسد ل«داعش» متوقع، خصوصا وأن قيادات التنظيم الإرهابي قد أطلق سراحهم من سجون الأسد كما أطلق سراح آخرين محسوبين على «داعش» من سجون العراق إبان فترة نوري المالكي الذي قرر دعم الأسد بعد الثورة السورية لأسباب طائفية. ولفت الكاتب إلى أن الحل الأمثل للتعامل مع «داعش» وخطرها ليس في توجيه ضربات عسكرية فقط، بل ضرورة الشروع بالعمل السياسي والعسكري المتكامل في سوريا، والعراق. وأشار إلى أنه من المفروض أن يكون هناك ضغط دولي على حكومة العبادي لإتمام مصالحة سياسية داخلية، وعدم إقصاء أي مكون عراقي، وضرورة تسليح العشائر السنية لتتمكن من التصدي ل«داعش»، وفي الوقت الذي يجب أن يصار فيه إلى الشروع سياسيا، وعسكريا، بسوريا لدعم المعارضة، وإسقاط الأسد، أو تسريع نقل السلطة في سوريا. وأكد الكاتب أنه دون ذلك فإن كل ما يتم، ويقال، عن محاربة «داعش» ما هو إلا إجراءات صورية ستكون لها عواقب وخيمة على كل المنطقة، ف«داعش» والأسد واحد، وإقصاء الحكومة العراقية لسنة العراق لا يقل أبدا عن طائفية النظام الإيراني المؤجج للفتنة بالمنطقة من سوريا إلى لبنان، ومن العراق إلى اليمن.