أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن حسين، أن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبرز إمكانيات وطاقات بشرية ويتم اكتشاف ثروات جديدة، مضيفا أن إدراك الفرص واستثمارها يقع في صميم أهداف منتدى دافوس الأقتصادي لتحقيق الأزدهار والسلام. وقال الملك عبد الله من خلال كلمته في افتتاح منتدي دافوس الأقتصادي بالأردن اليوم الجمعة : "حان الوقت لإعطاء دفعة جديدة وإشراك جميع القطاعات في تحقيق نمو شامل، وهذا هدف الأردن لتحقيق انطلاقة متجددة في النمو والاستثمار وتعميق الأصلاح وضمان إنخراط الجميع في ذلك". وأضاف: "تعد الشراكة بين القطاعين العام والخاص حجر البناء الأساسي لتحقيق النمو، وسوف تمكننا الخطة الاقتصادية العشرية التي اعدتها الأردن حتى 2025 من التحرك سريعا لتنويع الموارد وتطوير البنية التحتية واستثمار نقاط القوة، وسوف يتم تنفيذ هذه الخطة بالشراكة بين قطاعين العام والخاص، في مشاريع بقيمة 18 مليار دولار". كما وجه الشكر للمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات لدعمهم للعديد من مشاريع التنمية بالمملكة الأردنية، موضحا أن هناك ارتفاع في معدلات النمو في الأقتصاد الأردني في الأردن بنسبة 3% وتوقع استمرار هذا النمو إلي 4 %، وأشار إلي أن تراجع عجز الموازنة بنسبة 15% بالأضافة إلي أن احتياطات النقد الأجنبي تصل إلي أعلى مستوياتها بتأريخ الأردن. وأوضح أن البرلمان الأردني سيناقش قوانين جديدة تتعلق بانتخابات البلدية واللامركزية والأحزاب السياسية، فيما تعمل الحكومة على اعداد قانون انتخابات جديد. وأضاف: "قد يكون الأردن بلدا صغيرا في حجمه، لكنه غني في تعدد مزاياه الاستراتيجية. ويعد وضع تصور جديد لهذه المزايا أمرا حيويا للنمو"، مشيرا إلي أن "الأردن بوابة للأعمال والتجارة الإقليمية والعالمية. ونحن ندرك أن علينا أن نكون في الطليعة لمواجهة التحديات، ولهذا نسعى باستمرار لتوسيع ما يمكن لهذه البوابة أن توفره للأردنيين وشركائهم، وهذا لا يشمل فقط الوصول إلى مليارات من المستهلكين من خلال اتفاقيات التجارة الحرة المتعددة، ولكن بالاعتماد أيضا على تنويع الصادرات والشركاء، كما أنه لا يتأتى ذلك بالتواصل الفاعل مع حلقات التوريد العالمية فقط، ولكن بالتعاون مع الشبكات الدولية التي تعنى بتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والشراكات، وفتح الأسواق الجديدة". وتابع: "اليوم أصبح الأردن ممرا للابتكار، حيث يولد قطاع التكنولوجيا في الأردن خمسة وسبعين بالمئة من المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، وقد ازدهرت صادرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتنامت الشركات الصغيرة وأخذت مكانها في مصاف الشركات العالمية، وتولد عنها مشاريع جديدة"، موضحا أن"الفضل في هذه الإنجازات يعود لشبابنا الذين يتقنون أهم اللغات، ويلمُّون بالثقافة والمعرفة العالمية، وهم أيضا بوابة عبور لمستقبل لا حدود له". وأعلن أن "نحن بحاجة إلى قلب التحديات إلى فرص. ومن شأن النظر إلى منطقتنا من نافذة المشاكل لا الحلول أن يفوّت علينا فرصة استغلال إمكانيات هائلة. صحيح أن الامتداد الحضري السريع، ومتطلبات التعليم، وندرة المياه، والحاجة لمصادر طاقة يمكن الاعتماد عليها، وإنشاء البنية التحتية في مجالي الصحة والنقل قضايا في غاية الأهمية بالنسبة لمعظم بلداننا، ولكن في جميع هذه المجالات، يمكن للمقاربات الجديدة والمنتجات والخدمات المبتكرة أن تحقق لأولئك الذين يتطلعون إلى الأمام فرصا لا سابق لها". وتابع: "نحن نتطلع في الأردن إلى مشاريع جديدة في مجال التنمية الحضرية، والبنية التحتية للمياه، والتنويع في مصادر الطاقة على المدى الطويل. وتعد الشراكات بين القطاعين العام والخاص المفتاح لتنفيذ كل هذه المشاريع كي تؤتي ثمارها". وأشار إلي ان "في الأردن اليوم، نستغل الطاقة الشمسية لغايات التدفئة والإضاءة في المدارس والمكاتب، فيما تسير المركبات الكهربائية في شوارعنا، وتستخدم الطاقة الشمسية في صناعاتنا، كما أدخلنا الحوسبة في قطاع الرعاية الصحية، وطرق الدفع الإلكتروني في معاملاتنا، حتى أننا نستخدم تقنية تعريف الشخصية من خلال مسح قزحية العين لتقديم المساعدة للاجئين، وهذه مجرد أمثلة قليلة. وسوف تبتكرون أنتم وزملاؤكم في هذا المنتدى العديد غيرها". وقال: "لن نستطيع أن نحل المشاكل في منطقتنا إلا عندما نبني على نقاط قوتها. ولن نسمح للاضطرابات الإقليمية أن تثنينا عن هدفنا"، مضيفا "هناك حاجة لنقود مسيرتنا بأنفسنا، مع ترحيبنا بدعم العالم لنا. وفي الواقع، فإن العنف الذي يهدد الكثيرين في منطقتنا هو جزء من هجمة عالمية الطابع على السلام والقانون والديمقراطية والتعايش. ويتطلب هزيمة ذلك نهجا شموليا عالميا يبني على عناصر الأمن، والدبلوماسية، والتنمية، والقيادة الأخلاقية". وقد ذكر العاهل الأردني أن "تحديات اليوم حقيقية، ولكن ما هو حقيقي أيضا في هذا المنتدى: الفرص والإمكانات، فنحن نجتمع اليوم في قلب منطقة زاخرة بإمكانيات التعاون التي كلما زاد الاستثمار فيها، نمت بزخم أكبر..ويمكنكم، أنتم وزملاؤكم في جميع أنحاء المنطقة، أن تقودوا الطريق وذلك من خلال استخدام المعرفة بالإقليم لاستغلال ما يوفره من فرص، ومن خلال العمل مع الشركاء الدوليين الذين يدركون الأهمية الاستراتيجية لنجاحكم".