صدر حديثاً عن دار الساقى اللبنانية ، الكتاب الذى أثار صدىً كبيراً منذ الإعلان عنه ، "يوميات غوانتانامو " سيرة الموريتانى محمدو ولد صلاحى ،و تحرير لاري سيمز . يوميات غوانتانامو، الذي ترجم إلى أكثر من 23 لغة، هو وثيقة تاريخية فائقة الأهمية، فضلاً عن أنه نصّ أدبي آسر. يعد الكتاب حدث لم يسبق له مثيل في عالم النشر على الصعيد العالمي: للمرة الأولى، يكتب سجينٌ يومياته وهو لا يزال رهن الاعتقال في غوانتانامو. قال عنها أنطوني روميرو، المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية الأميركية : «قصة مزعجة ومثيرة للقلق، حاولت حكومة الولاياتالمتحدة إخفاءها لسنوات. محنة محمدو ولد صلاحي تهزّ الضمير بلا شك.» ، فيما قال الكاتب غلين غرينوولد «كل من يقرأ يوميات غوانتانامو – وهذا ما يجب أن يفعله الآن كل أميركي يمتلك ذرة ضمير – سينتابه الخجل والرعب.» . منذ عام 2002 وحتى هذه اللحظة، يقضي محمدو ولد صلاحي أيامه سجيناً في المعسكر الاحتجازي في خليج غوانتانامو بكوبا. وطوال هذه السنوات لم توجّه إليه الولاياتالمتحدة أيَّ نوع من التُّهم. أصدر قاضٍ من المحكمة الفيدرالية قراراً يقضي بإطلاق سراحه في مارس 2010، ولكنّ الحكومة الأميركية عارضت قراره ذاك، ولا توجد الآن أية إشارات في الأفق تدلّ على أنّ الولاياتالمتحدة لديها نية لإطلاق سراحه. في السنة الثالثة من أًسْره، بدأ صلاحي بكتابة يومياته، واصفاً فيها حياته قبل مغادرته بيته، في 28 نوفمبر عام 2001، واختفائه في سجن أميركي، ومن ثم "رحلته اللانهائية حول العالم" سجناً وتحقيقاً، وأخيراً حياته اليومية كسجين في غوانتانامو. يومياته ليست مجرد سجلّ حيّ لإخفاق العدالة، بل وذكريات شخصية رهيبة تتّسم بالعمق والسخرية السوداء واللطف المدهش. محمدو ولد صلاحي ولد في مدينة موريتانية صغيرة عام 1970. حصل على منحة دراسية في كلية بألمانيا، تخرّج وعمل هناك كمهندس لعدة سنوات. عاد إلى بلده موريتانيا عام 2000. وفي العام التالي من عودته اعتقلته السلطات الموريتانية بطلب من الولاياتالمتحدة وسلّمته إلى الأردن سجيناً، ومن هناك تم تسليمه إلى القاعدة الجوية الأميركية في باغرام بأفغانستان. وفي 5 أغسطس 2005 نُقل إلى سجن الولاياتالمتحدة في خليج غوانتانامو بكوبا، حيث تعرّض إلى تعذيب شديد. وفي عام 2010 أصدر قاضٍ من المحكمة الفيدرالية قراراً يقضي بإطلاق سراحه فوراً، ولكن الحكومة الأميركية استأنفت ذاك القرار. لم توجّه إليه الحكومة الأميركية أية تهمة بارتكاب جريمة. ما زال رهن الاعتقال في غوانتانامو. و لاري سيمز كاتب وناشط في مجال حقوق الإنسان. يعيش حالياً في نيويورك.