نادرا ما ينجح فريق كرة قدم في التتويج بطلا لبلاده عندما يدخل أبرز نجومه في خلاف حاد مع مدربه ونادرا ما يتوج فريق في موسم غرق خلاله في مشكلات قانونية وإدارية وسياسية ، لكن هذا بالتحديد ما نجح فيه برشلونة هذا الموسم عندما توج أمس الأحد بلقب الدوري الأسباني. تغلب برشلونة مساء الأحد على مضيفه أتلتيكو مدريد 1-صفر في المرحلة السابعة والثلاثين من الدوري الاسباني ، ليتوج باللقب رقم 23 في تاريخه بالمسابقة ، رغم كل ما عاناه خلال الموسم ما كان كفيلا بعرقلة مشوار أقوى الفرق. بدأ برشلونة الموسم تحت قيادة مدرب لا يتمتع بخبرة كبيرة وهو لويس إنريكي وأبرم عدة صفقات جديدة أثارت الجدل والشكوك ، ودخل جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي في سلسلة من المشكلات القانونية لا تقل صعوبة عن الادعاءات بأن برشلونة ارتكب مخالفات في صفقة التعاقد مع النجم البرازيلي نيمار في عام 2013 . كانت تلك المخالفات قد تسببت في استقالة الرئيس السابق للنادي ساندرو روسيل في كانون ثان/يناير 2014 ، وتولى نائبه بارتوميو منصب الرئاسة ، لكنه اضطر للإعلان عن إجراء انتخابات رئاسة النادي المقبلة في تموز/يوليو 2015 . ويأمل بارتوميو أن يشكل نجاح الفريق تحت قيادة لويس إنريكي ، عنصر دعم له في الانتخابات ، لكنه تلقى مع روسيل اتهامات فساد في صفقة نيمار ويواجه الآن عقوبة قد تصل للسجن ثلاثة أعوام. وما ضاعف حالة الارتباك داخل أسوار النادي الكتالوني ، حرمان برشلونة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من التعاقد مع لاعبين جدد خلال عام 2015 بسبب مخالفات في التعاقد مع لاعبين أجانب تحت السن القانوني. كذلك كان بارتوميو قد اتخذ قرارا مثيرا للجدل عندما أقال مدير الكرة أندوني زوبيزاريتا في كانون ثان/يناير ، رغم أنه كان قد منحه الحرية المطلقة فيما يتعلق بصفقات اللاعبين خلال العام السابق. ويعد من بين أهم إنجازات لويس إنريكي هو عزل اللاعبين عن أجواء حالة الارتباك والإدعاءات وتوجيه تركيزهم إلى أرضية الملعب فقط. وذكرت قماة التليفزيونالكتالونية راكى "إنه لم يكن موسما سهلا بالتأكيد بالنسبة للويس إنريكي.. إقالة زوبيزاريتا - الرجل الذي نصبه مديرا فنيا للفريق قبلها بستة أشهر - أضعف وضع إنريكي بشكل واضح في النادي. وبدا قريبا من الاستقالة بعد سماع نبأ (رحيل) زوبيزاريتا." وفي الوقت الذي أثير فيه الجدل حول إقالة زوبيزاريتا ، دخل إنريكي في خلافات حادة مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بعدما أبقاه على مقعد البدلاء خلال المباراة التي خسرها برشلونة أمام مضيفه ريال سوسييداد صفر-1 . وحاول اللاعبون حينذاك التهدئة بين الطرفين ، لكن تردد أن ميسي طالب بارتوميو بإقالة إنريكي. وصمد بارتوميو في وجه الأزمة وأقنع المدرب بمنح ميسي معاملة خاصة مثلما كان الحال مع مدربي الفريق السابقين. وحتى الآن ، لم يتحول إنريكي وميسي إلى صديقين مقربين ، وتفادى بعضهما البعض بشكل لائق خلال احتفالات الفريق باللقب أمس الأحد ، لكن يبدو أنهما تأقلما على التعايش معا. ونجح ميسي في التغلب على المشكلات التي عانى منها خلال عام 2014 واستعاد سحره من جديد وشغفه الذي اعتاد عليه عشاقه في الأعوام السابقة. ويبدو أن إنريكي تعلم أن التعقل أحيانا ما يكون الوجه الأهم للشجاعة ولم يكرر إبقاء النجم الأرجنتيني على مقعد البدلاء. وتعلم إنريكي الدرس واتبع قاعدة أسلافه في تدريب برشلونة التي تقضي بإشراك ميسي 90 دقيقة بغض النظر عن مدى شعوره بالإجهاد. لكن لويس إنريكي أبلى بلاء حسنا في تطبيق سياسة المداورة التي لاقت بعض الانتقادات في البداية لكن جنى الفريق ثمارها في الفترة الأخيرة الحاسمة من الموسم حيث بدا لاعبو الفريق في حالة جيدة تؤهله لتحقيق هدف التتويج بثلاثية الدوري والكأس بأسبانيا ودوري الأبطال.