أشعل الشاعر المصري هشام الجخ مسرح وزارة الشباب والرياضة بمنطقة المهندسين مساء أمس، والذي استضاف مهرجان جماهيري حاشد نظمته سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، لإحياء الذكرى السابعة والستين للنكبة. ألقى الجخ قصيدته "3 خرفان" وسط تفاعل كبير من الحضور، وتم تكريمه بإهدائه درع وزارة الشباب، تقديراً لدوره في دعم القضية الفلسطينية. من القصيدة نقرأ: وَالْلَّهُ دَيَّ فِلَسْطِيْنُ نِّسْوَانِها رِجَّالَة هُمَا الْلِيْ عَمَّالَة وُاحْنَا الْلِيْ قَوَّالِةْ عِنْدِيْنَا تِبْقَى السِّتِّ وَلَدِهَا طُوِّلُ الْبَابِ وَتَخَافُ يَرُوْحُ مِشْوَارِ وَهُنَاكَ حَرِيْمُ مِنْ غَضَبِ شَايْفِيْنْ عِيَالِهِمْ دَهَبْ وُعَشَانْ مَا يَلْمَعُ زِيَادَةٌ لَازِمٌ يَدُوْقُ الْنَّارِ وَتَقُوْلُوْا اقُوْلُ اشِعَارٌ ! مُشْ قَايْلْ ويقول في ختام القصيدة: أَعْطَوْنِي عَاما تَقْرِيْبا لأُجِيدُ الْلُّغَةَ الْعْبُرِيّةْ .. فَالْجَارِيّ فِيْ وَطَنِيْ هَذَا .. أَخْجَلَنِي صِدْقا أَنْ أَكْتُبَ شِعْرِا بِالْلُغَةِ الْعَرَبِيَّةْ حضر المهرجان لفيف من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي ورموز القوى السياسية المصرية ، ولفيف من الإعلاميين وأبناء الجالية الفلسطينية والتنظيمات الشعبية والطلاب الدارسين فى مصر . وعرضت الاحتفالية لما قاله شاعر المقاومة الفلسطينية الشهير محمود درويش الذي عاش مأساة النكبة عام 1948، وهو طفل لا يتجاوز عمره ست سنوات حين احتل الصهاينة قريته "البروة" وحلوا محلها مستوطنة "احيهود" تحدّث محمود درويش عن تلك المأساة التي احس بها وهو صغير، فقال: ".... الرصاص الذي انطلق في تلك الليلة في صيف عام 1948، في سماء قرية هادئة "البروة" لم يميز بين أحد، ورأيت نفسي وكان عمري يومها ست سنوات أعدو في اتجاه أحراش الزيتون السوداء، فالجبال الوعرة ... مشياً على الأقدام حيناً وزحفاً على البطن حيناً، وبعد ليلة دامية مليئة بالذعر والعطش وجدنا أنفسنا في بلد اسمه لبنان ..." ثم تحدث سفير دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي في كلمته عن دور مصر أرض الكنانة مصر، ووقوفها التاريخي والمستمر مع فلسطين قضية وشعباً. وأكد الشوبكي أنه رغم مرور سبعةٌ وستون عاماً على النكبة فما زال اللاجئ الفلسطيني في أصقاع الأرض ينتظر لحظة العودة والتى باتت وشيكة مع نمو حلم الدولة الفلسطينية وتحقيقه رويدا رويدا بالدبلوماسية الفلسطينية، قائلا:" أصبح الكل يدرك أن قضية فلسطين لم تعد قضية لاجئين هنا وهناك، بل قضية تحررٍ وطني معترف بها دولياً وذلك بتضحيات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى." واستطرد السفير الشوبكي بقوله أنه مذ هُجِر الفلسطينيون قسراً عن أراضيهم عام 1948، ليعيشوا في الشتات و مخيمات اللجوء في الداخل والخارج حتى قارب عددهم سبعة ملايين لاجيء، ورغم التشرد في المنافي إلا أن أبناء الشعب الفلسطيني- رجالاً ونساءً وشبابا- استطاعوا بوعيهم وإنتمائهم لأرضهم وتاريخهم وثقافتهم التسلح بالعلم منهجاً ليثبتوا للعالم أنهم شعب عصي على الإنصهار وعلى النسيان وأنه يستحق الحياة على قدر ما قدم من تضحيات. واختتم قوله بالإشارة الى استمرار القيادة الفلسطينية بذل الجهود مع المجتمع الدولي لوضع حدٍ لنكبة شعب ولظلمٍ تاريخي من أجل إنهاء الاحتلال وتقديم مجرميه إلى محكمة الجنايات الدولية، وأنه رغم مواصلة الاحتلال الاسرائيلي محاولة محو الذاكرة الفلسطينية وتغيير الخارطة الجيوسياسية، الا أنه فشل في ذلك أمام إصرار وتضحيات ونضالات الشعب الفلسطيني والتى استطاعت كسب مؤيدين لحقوقها لمشروعة تمثلت بالاعتراف بدولة فلسطين مؤخرا فى السويد والفاتيكان وبعض من البرلمانات الاوروبية ونيلها صفة دولة مراقب في ألأمم المتحدة . وأعرب الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والاراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح، عن دعم الجامعة العربية المتواصل لكافة تحركات دولة فلسطين من أجل نيل كافة حقوقها المشروعة مؤكدا على ضرورة تقديم كافة المساعدات والدعم المطلوب لأبناء الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن ليقف أمام تشكيلات الحكومة الاسرائيلية الجديدة والتى تبدو فيها الدموية، وقرن نصر شعب فلسطين وصموده بالدعم الذي توفره أمته العربية له، لاسيما مع ضرورة توحيد الصف الفلسطيني للالتفاف حول قيادة وموقف موحد أمام العالم لنيل مزيد من الاعترافات وكسب التأييد الشعبي والدبلوماسي المطلوب فى الخطوة القادمة من أجل تحقيق الحلم الفلسطيني . تخلل المهرجان عرض فيلما تعريفيا حول نشأة القضية الفلسطينية وصولاً الى النكبة، مع معرض لصور توثيقية حول فلسطين قبل وبعد النكبة لرصد كيف تغيرت ملامح الأرض والشعب، وقدمت الفنانة عبير صنصور فقرة غنائية من الأهازيج والاغاني الفلسطينية وسط تفاعل كبير من الحضور.