نظمت كلية الآداب جامعة عين شمس بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ندوة تحت عنوان"الجينزا اليهودية القاهرية : جهود الكشف والقيمة العلمية باستخدام الوسائل التوضيحية" وذلك في إطار تنفيذ مشروع التطوير المستمر والتأهيل للاعتماد CIQAP وعن الجينزا اليهودية قال الدكتور محمد الهوارى الأستاذ بالقسم العبري أنه لا يمكن اعتبار الجينزا يهودية فقط بل هي قبل كل شي مصرية لأنها مخطوطات وتراث موجود على أرض مصر ، ولابد أن نعتز بها كما نعتز بآثار الفترة الإسلامية والقبطية ، واعتبر أن الإهتمام بموضوع الجينزا اليهودية يجب أن يتركز خاصة خلال الفترة من القرن التاسع إلى القرن الثالث عشر ميلاد واتخاذها كفكرة للدراسات العليا حتى يمكن تعرف من خلال هذه المخطوطات والوثائق الموجودة عن الطائفة اليهودية ومعرفة حقائق كثير حاول طائفة اليهودية أخفاء عبر العصور .
وعرف النبوي سراج المدير الأسبق للآثار اليهودية بالمجلس الأعلى للآثار الجينزا اليهودية القاهرية بأنها تعني جنازة بالعربية وبالعبرية ، وتعني لغة دفن وكنز وإخفاء كل الأوراق والمطبوعات والوثائق التي ذكر بها اسم الرب ، فاليهود يعتقدون أن هذه الوثائق يجب أن تدفن وتعامل معاملة الإنسان الميت لقداسة الاسم وان لغتهم العبرية هي لغة الرب .
وأوضح سراج بأنه يتم تجميع كل الأوراق من جانب الطائفة اليهودية في مصر عند الشخص المسئول عن وضعها في حجرة الجينزا بالمعبد وعند تجهيز الجينزا لدفن يقام لها احتفالا كبير ويتم جمع تبرعات والصلاة عليها استعداد لدفنها في المقابر حيث تحفر حفرة ويتم تقسيمها إلى حجرات يتم فيها دفن الصناديق الخشبية المربع التي تحوى الوثائق والمخطوطات والأوراق إستيلاء شختار الجينزا اليهودية المصرية
ويضيف سراج بأن زلمان شختار وهو أشهر العلماء الجينزا وهو عالم يهودي في جامعة كامبريدج في بريطانيا جاء إلى مصر عام 1896بخطاب موصى إلى المندوب السامي البريطاني في مصر والطائفة اليهودية بمصر من أجل تسهيل مهمته فيما يخص الجينزا ونجح شختار فى الاستلاء على محتويات حجرة الجينزا الموجودة بمعبد بن عزرا في مصر القديمة و بلغت محتويات الحجرة مايقرب من باخرة مملوئة بالوثائق والكتب وعقود وكافة المطبوعات ، وقام بعد ذلك زلمان شختار بتأسيس قسم لدراسات الجينزا في جامعة كامبريدج ، ليحرمنا من حقنا في تراثنا، ولعل دراسة هذه المخطوطات سيكون فى صالح مصر والمنطقة العربية بأكملها لان اليهود لم يكونوا موجودين بمصر فقط .
المزوزوة وأبواب المعابد
عن العلاقة بين الجينزا ومعابد اليهودية أكد الأستاذ محسن ربيع مدير عام الآثار اليهودية بالمجلس الأعلى للآثار على أن هناك علاقة وثيقة بينهما وأشار ربيع إلى أن المعابد ليهودية تتكون من مجموعة العناصر والمقتنيات الأساسية أولها "مزوزوة " وقطعة خشبية مثبت على أبواب المعابد من جهة اليمن في الثلث العلوي من الباب واعتاد زوار المعابد على لمسها حيث فيها قطعة من الجلد مكتوب عليها بخط اليد جزء من التوراة .
وأشهر معابد اليهودية في مصر معبد ابن عزرا ، وأيضا يوجد في منتصف المعبد منصة الصلاة وإلقاء الخطب وهناك أيضا الهيكل وتحفظ به أصفار التوارةالمكتوبة بخط اليد هو من أقدس مقتنيات المعابد ويوجد فوق الهيكل لوحان بهما الوصايا العشر والنجمة السداسية ، ثم هناك الطابق العلوي مخصص لنساء للجلوس والصلاة فيها وأيضا حجرة الجينزا وأشهر حجرة الجينزا في العالم الموجود بالمعابد اليهودية في مصر لأنه تم اكتشافها في عام 1896ميلاد والشمعدان النحاسي موجود بكل المعابد وله أشكال عديدة وهناك مايسمى بكرسي الختان نصت وصية من الوصايا العشر بالتوراة على وجوب إجراء ختان للذكور وعندما يبلغ الطفل ثلاثة عشرة عاما يجب عليه الذهاب للمعبد ويرتدى مايسمى الطاليت أو شال الصلاة ولعل أشهر المعابد اليهودية فى مصر معبد ابن عزرا في مصر القديمة ومعبد شغى هاشما يم بشارع عدلي و معبد موسى أبن ميمون بحارة اليهود ومعبد اليهو النبي ونلاحظ تاثر هذه المعابد بالفن الاسلامى من زخراف وارابيسك
بن طولون ومقابر اليهود
يستكمل جهلان إسماعيل مدير عام البحث العلمي بإدراة الأثار اليهودية الحديث بإلقاء الضوء على شواهد القبور اليهودية الموجودة في منطقة البساتين والتي مانحها لهم ألسلطان أحمد ابن قلاوون لدفن الأموات من طائفة اليهودية ، تم اكتشاف بها في التسعينات من القرن الماضي حجرتين من الجينزا مملوئتان بالأوراق من عقود بيع وشراء وثائق زواج وطلاق قائمة العروس و وكتب نادرة والتوراة
وأكد إسماعيل على أن مقابر اليهودية منها ما هو فردي ومنها ما هو عائلي وعبارة عن أحواش مثل حوش موسى موصير وساويرس والقاطة ، وتعددت أشكال القبر بين نصب تذكارى وأخر على شكل سرير واخر على شكل سرير يحيط به اناءان ويشير الى ندم ودموع اليهود حتى يوم الخلاص ويلاحظ أن لتمييز الرجل عن المرأة يتم عمل باق من الزهور فوق الشاهد الذى يسجل فيه اسم المتوفى وتاريخ الوفاة وأحيانا يكتب رثاء علي المتوفى .