انطلق اليوم الأربعاء موسم حج اليهود إلى معبد "الغريبة" في جزيرة "جربة" جنوب شرقي تونس، وبدأ توافد الحجيج، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، لا سيما في محيط المدينة التي يقع بها المعبد، حسب مراسل "الأناضول". وأفادت وكالة "الأناضول" بأن معبد "الغريبة" الأقدم تاريخيا في أفريقيا، تزين بالأعلام التونسية التي علقت في كل مكان، حيث بدأ اليهود من مختلف أنحاء العالم التّوافد على معبد منذ صباح اليوم للقيام بطقوس حجهم. وبمجرد دخولهم إلى المعبد، يتوجه اليهود إلى الناحية اليسرى من المعبد (المكان الذي تؤدى فيه الطقوس الكبرى للزيارة)، حيث يقومون بإشعال الشمع ووضع البيض في مكان مخصص له، بعد أن يكتبوا عليه أمنياتهم في العام المقبل، وفقا للمشرف على المعبد "خضير حنية". وقال "حنية" في حديثه للأناضول، إنه "بمجرد خروجهم من مكان الصلاة، يتوجه اليهود إلى شيخ كبير يسمى بربي عتوقي (75 عاما)، هو شخص ذو بركة وفقا لتصورهم، ويقرأ لهم أجزاء من أحد كتب التوراة للتبرك بها". وينتظر أن تنطلق الطقوس ظهر اليوم، حيث تقام الأهازيج والأغاني التونسية، وتوزع الأكلات التونسية. وبحسب "الأناضول"، فإن تعزيزات أمنية كبيرة شهدتها جزيرة "جربة" التونسية منذ صباح اليوم، وخاصة في منافذ مدينة الرياض، التي تبعد قرابة 5 كلم عن مركز الجزيرة. وحتى منتصف النهار بتوقيت تونس (11:00 تغ)، وصل قرابة 100 يهودي، إلى المعبد، ينتظر أن يحضر الطقوس مساء اليوم قرابة ألفي يهودي من تونس ومختلف أنحاء العالم. وتحدث مراسل الأناضول لبعض الوافدين، حيث قال دافيد مارك (55 عاما)، وهو يهودي فرنسي: "هذه المرة الأولى التي أزور فيها الغريبة، ولم ألاحظ مشكلة على المستوى الأمني". وبشأن التهديدات الأمنية، التي تحدثت عنها تقارير إعلامية، أضاف مارك "هذا هو الإعلام الذّي لا يرى سوى الزوايا المظلمة من كل حدث من أجل بيع أكثر ما يمكن من نسخه، وكسب مشاهدة أكبر". من جهته، قال جاكي ماين (60 عاما)، يهودي فرنسي من أصل جزائري إن "كل مجهودات الأمن التي نلاحظها في جربة، لا نستطيع إلا مباركتها, وأنا سعيد جدا بوجودي في تونس التي يطيب فيها العيش لكل الأطياف الدينية دون أية مشكلات". والأحد الماضي، زار وزير الداخلية التونسي "ناجم الغرسلي"، الجزيرة للوقوف على آخر الاستعدادات الأمنية لزيارة "الغريبة". وقال "الغرسلي" في تصريحات صحفية، إن بلاده "قادرة على حماية مواطنيها من اليهود وزوارها من مختلف أنحاء العالم أفضل من العديد من الدول في العالم"، وذلك ردا على ادعاءات إسرائيلية بوجود تهديدات أمنية تستهدف يهود تونس. ومن المتوقع أن يشارك في هذه الطقوس قرابة 2000 زائر، وفقا لرئيس الطائفة اليهودية "بيريز الطرابلسي". وينتظر أن يأتي إلى جربة اليوم كل من وزير الشؤون الدينية التونسي "عثمان بطيخ"، ووزيرة السياحة والصناعات التقليدية التونسية "سلمى اللومي الرقيق". وبدأ توافد اليهود على جزيرة جربة في مطلع مايو/ أيار الجاري، وعلى مدى يومين (6 و7 من الشهر الجاري)، يقوم اليهود بأداء طقوس حجهم في المعبد، الذي يزوره سنويا قرابة 2000 يهودي، حسب تقديرات غير رسمية. ومن أبرز طقوس الحج اليهودي إلى معبد الغريبة "الخرجة بالمنارة"، وهي خروج جماعي لليهود من المعبد حيث يدفعون عربة فوقها منارة مزيّنة (مصباح تقليدي كبير) ويطوفون في الحيّ المجاور له، ويقرأون كتبهم المقدسة، ويرددون الأهازيج والأناشيد، إضافة إلى عادات أخرى من بينها إقامة احتفالات بالموسيقى التونسية التقليدية تجمع خلالها التبرّعات للمعبد.