عفيفى : خطيب القريبة مستواه أقل من خطيب المدينة مغيث : إدخال الممارسة الديمقراطية للقرية المصرية النمنم : القرى ظلمت لصالح " الدولة العاصمة " منذ عهد السادات حيدر : الإرشاد الدينى غير ممكن فى ظل الإسلام السياسى "تجديد الخطاب الثقافى والدينى فى القرية المصرية" كان عنوان المائدة المستديرة التى عقدت ضمن فعاليات المؤتمر العلمى الثالث لثقافة القرية ، بالمجلس الاعلى للثقافة ، ترأس المائدة د. محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ورئيس المؤتمر ، وشارك بها أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالهيئة ، د. أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة ، والكاتب حلمى النمنم رئيس دار الكتب والوثائق المصرية ، ود. حيدر إبراهيم ود. مجدى عاشور. قال د.محمد عفيفى إن تجديد الخطاب الثقافى الدينى موضوع ضرورى وهام جدا، لذلك كان أول الفعاليات فى المؤتمر، وأضاف أن القرية المصرية تعانى من أزمات كثيرة و بطبيعة الحال هناك مشكلة تاريخية حول هذا الموضوع وهو أن مستوى خطيب القرية يقل عن مستوى خطيب المدينة، وطالب بضرورة إصدار توصيات هامة وفعالة فى هذا الموضوع. وأشار الشاعر أشرف عامر إلى أن عبارة "تجديد الخطاب الثقافى والدينى" أصبحت جملة تقال على كل لسان، وتساءل هل نحن بحاجة إلى تجديد الخطاب أم تنقيته؟، وكيف يمكننا تجديد الخطاب الثقافى فى القرية المصرية؟ وهل يتم ذلك بمعزل عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية؟ ، موضحاً أنه لا يمكن لأى دولة فى العالم أن تقوم بتنمية ثقافية بعيدا عن التنمية الشاملة، مشير إلى مشروع "أهالينا" الذى تقيمه الهيئة فى الأماكن النائية والبعيدة واختيار الفيوم عاصمة ثقافية لهذا العام، موضحاً أن هذا المشروع نتاج جهد عدد من الإدارات داخل الهيئة، ولكن الموضوع يحتاج مجمل الوزارات المهتمة بالتواجد الثقافى فى مصر، وأكد على ضرورة الدعوة لتجديد الخطاب الثقافى والدينى من أجل الوصول إلى أهدافنا المشتركة. وفى كلمته أكد د. أنور مغيث على أن مفهوم تجديد الخطاب الدينى فى الوقت الحالى هو التحدث بالعامية فقط، و أشار إلى أن الثقافة العقلانية مهمة لأبناء القرية كما أنها مهمة لأبناء المدينة ولكن هناك فجوة بينها، ولكى يتم تجديد الخطاب الثقافى والدينى أمامنا طريقين الأول: العمل على المدرسة وضرورة وجود مراقبة، ولا يحق للمدرس أن يقول أشياء عنصرية لكى تصل إلى التلميذ ثقافة حقيقية، والثانى: ضرورة إدخال الممارسة الديمقراطية إلى القرية المصرية وبذلك نساهم فى إدخال الثقافة العقلانية. كما أوضح الكاتب حلمى النمنم إلى أن الدولة منذ سبعينيات القرن الماضى ساعدت على ظهور نوع جديد من الدعاة مثل عمرو عبد الكافى وعمرو خالد وهؤلاء لم يغيروا شيئا في الخطاب الدينى غير أنهم يتحدثون باللغة العامية، وساهموا في سحب البساط من الأزهر وهذه الأسماء اخترعتها الدولة، والمشكلة تنطوى في الأفكار وليست في الخطاب، وأضاف النمنم أن الدولة المصرية منذ عهد الرئيس السادات وفى أعقاب حرب 1973 تحولت إلى "دولة العاصمة"، فالصحافة هي صحافة العاصمة والثقافة هي ثقافة العاصمة والوظائف محجوزة للعاصمة وهذا أدى إلى اكتساح المدن والقرى الإقليمية، مشيراً إلى أن مناطق القاهرة تم إحاطتها بالعشوائيات ما أسفر عن عشوائية الخطاب الديني وإنهيار مستوى التعليم، لذا لابد من أن تصبح الدولة لشعب مصر جميعا وليست العاصمة فقط، موضحاً أن من أولى الحلول للمشكلات التي تواجه مصر هي إصلاح منظومة التعليم خاصة أنها متأخرة جدا في التعليم. وأكد د.حيدر إبراهيم على ضرورة تجديد وتحديث الانسان المصرى، قائلاً "لا يهمنى ماذا قال الاسلام ولكن يهمنى ماذا فعل المسلمون و كيف مارس المسلمون الدين"، لذلك الحل ليس فى تجديد الخطاب الثقافى والدينى ولكن المطلوب كيف نجعل الانسان المسلم يتميز بعقلانية وانسانية من خلال رفع مستوى التعليم وتوفير حياة اجتماعية كريمة، وطرح عدة أسئلة وهى كيف ننتج المعرفة؟ ومن له السلطة المعرفية؟، ومن الذى يحق له أن ينقل المعرفة؟، منوها إلى أننا ليس لدينا القدرة على الإرشاد الدينى فى ظل وجود الإسلام السياسى، واضاف اننا نريد مثقفين حافية الاقدام ...بلا حدود. وأشار مجدى عاشور إلى تقسيم الدين إلى عقيدة وشريعة، وهما بدون منظومة القيم يكونون عامل هدم وليس بناء، والتجديد بمعنى الاحياء ولابد لنا أن نُحي الدين الحقيقى فى قلوب الناس، مشيرا لوجود ثلاث مشكلات فى الخطاب الدينى فى القرية المصرية وهى اولاً خطيب المسجد وثانياً المدرسين فلابد من تدريب المدرسين والأئمة على كيفية إخراج النشئ وثالثاً ضرورة الإهتمام بالمرأة، فهى مظلومة فى قضية المواريث، ويجب أن تكون الثنائية بين الرجل والمراة ثنائية تكامل وليس تنافر، مشيراً الي أن الجماعات المتطرفة دخلت القرية بسبب سوء أحوال المعيشة، وأضاف أن الشكل او المظهر الإسلامى انتشر ولكن الاخلاق اصبحت قليلة وأن منظومة القيم الأخلاقية خلاصة ما جاء به الإسلام والرسول (ص) وأن الرحمة فوق الحب.