اعتبر قرار رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بتشكيل لجنة تحقيق فى أنشطة جماعة الإخوان المسلمين فى بريطانيا ومدى علاقتها بالإرهاب قرارا مفاجئاً وخاصة صدوره من لندن تحديداً، التي يتواجد فيها الإخوان من الخمسينيات ، ومرت ببريطانيا محطات هامة لمواجهة الإرهاب كان أهمها تفجيرات لندن 2005، والتى أدانها الإخوان ولم توجه أى إتهامات لها أو لبعض أفرادها، بل موّلت الحكومة البريطانية في عام 2007 برنامجًا ل «منع التطرف العنيف» من خلال العمل مع المنظمات المحلية الإسلامية في بريطانيا. وكانت الصحف البريطانية نشرت أمس أن رئيس الوزراء كاميرون قد تدخل في الساعات الأخيرة لتأجيل نشر تقرير مثير للجدل قد يخلص إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ليست تنظيمًا إرهابيًا ، ولكن عليها أن تكون أكثر شفافية وتبقى خاضعة للرقابة في بريطانيا. وفي تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" ، قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي العام وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية،" أن الحكومة البريطانية قامت بتشكيل لجنة للبحث في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين ومدى ارتباطها بالإرهاب وذلك بقرار من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وبرئاسة السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية وكان من المفترض أن يتم صدور النتيجة النهائية بشأن أعمال هذه اللجنة في 30 يونيو الماضي ، ولكنه حتى الان لم يصدر التقرير رسميا ". وأضاف "سلامة" أن وسائل الإعلام البريطانية قامت بنشر تسريبات بشأن التقرير أفادت فيه بأنه على الحكومة البريطانية ألا تدرج جماعة الإخوان المسلمين ضمن التنظيمات الإرهابية ، وذلك وفقا للأدلة التى خلصت إليها هذه اللجنة المشكلة ومن بين التسريبات أيضا أن هناك ثغرات ومشاكل قانونية تتعلق بعدم التزام جماعة الإخوان في بريطانيا بعملية القوانين المحلية لبريطانيا بشأن الكشف عن مصادر التمويل للجماعة وأيضا طبيعة العلاقة بين الجماعة والمنظمات الخيرية ومراكز البحث والدراسات في بريطانيا. ويؤكد أستاذ القانون الدول "سلامة" أيضا أن توقيت التسريبات بشأن هذا التقرير يثير التساؤل المهم وهو لماذا تصدر هذه التسريبات قبل أيام من مراجعة لجنة حقوق الإنسان الدولي في جنيف لحالة حقوق الإنسان في مصر. ويتساءل الدكتور "سلامة" هل تجاهلت بريطانيا المعايير والأسس الراسخة لها منذ نصف قرن من الزمان حيث أن بريطانيا لها باع كبير وخبرة طويلة في مسألة إدراج الجماعات والتنظيمات على لوائح الإرهاب وفقا لمعايير محددة وأسس قانونية معروفة فهل تتجاهلها بريطانيا الأن؟. وبشأن تأجيل نشر التقرير البريطاني الخاص بمدى علاقة الإخوان المسلمين بالإرهاب قال "سلامة" إنه ووفقا لبعض المصادر المؤكدة فإن هناك العديد من الدول العربية الهامة قامت بممارسة ضغوطا دبلوماسية وسياسية كبيرة على بريطانيا من أجل خروج التقرير بالصورة التى تأمنها هذه الدول. وختم الدكتور أيمن سلامة كلامه بالتأكيد أن هذا التقرير لو خلص إلى اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة غير إرهابية فسيكون لهذا الشأن تداعيات سلبية على مصر، وعلى كيفية تعاطي السلطات المصرية مع ملف جماعة الإخوان بشكل عام.