ينتظر الجميع انطلاق مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل" اليوم الجمعة، والذي يستمر حتى 15 مارس الجاري في مدينة "شرم الشيخ"؛ حيث رتب واستعد له المسئولين منذ فترة.. ضمن هذه الترتيبات إزالة اللوحات التي كانت تزين مطار شرم الشيخ، وقاعة المؤتمرات التي سيقام فيها المؤتمر بعد بضعة ساعات، لاستبدالها بأعمال فنية معاصرة لفنانين مصريين تم اختيارها بعناية لتعبر عن مدى تحضر الإنسان المصري ورقي فنونه وثقافته. قال الفنان د. أحمد شيحا رئيس اللجنة الفنية المكلفة باختيار الأعمال، في تصريح خاص ل"محيط"، أنه تقدم بفكرة استبدال اللوحات المعلقة في مطار شرم الشيخ بأعمال فنية معاصرة، لمحافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة، الذي وافق على الأمر، ثم اتصل بالدكتور جابر عصفور وزير الثقافة –السابق- آنذاك؛ وأرسلا له فاكس يتضمن ما يحتاجون من وزارة الثقافة، وقام د. جابر بالتعاون الكامل معهما، حتى تولى د. عبدالواحد النبوي مسئولية الوزارة واستكمل الأمر. وأضاف د. شيحا: "اللجنة الفنية تم تشكيلها بواسطة محافظ جنوبسيناء ، وهو رجل مثقف وصاحب قرار ووعي، قال لي أنني مستشاره الفني، وبالتالي كل ما يحدث في المحافظة وفي شرم الشيخ تحديدا كان يتم عرضه علي كي أوافق عليه من الجهة الفنية؛ حيث تم تجديد شوارع مدينة شرم الشيخ مؤخرا، وتزيينها بالورود والنخيل والأيقونة الضخمة التي نفذت في ميدان السلام. وعندما استقبلت مع السيد المحافظ وزير الطيران، وعرضت عليه أفكاري، قمنا بزيارة المطار من الداخل من أجل هذا الشأن؛ لأنني اهتم به باعتباره أول ما يراه الزوار، وقلت للوزير وقتها أننا لابد من إزالة الأعمال الموجود في المطار لأنها لا علاقة لها بمصر، ولا بالفن المصري على الإطلاق ولا تمثلنا، فوافق على الفور، وبالتالي تم تغيير هذه الأعمال التي استقدمناها من صندوق التنمية الثقافية، والتي اختارها الفنان د. إبراهيم غزالة قوميسير سيمبوزيوم الأقصر الدولي للتصوير، وبالتالي وضعناها في أماكنها بشرم الشيخ، باعتبار أنها إعارة مؤقتة للمطار لحين نعرف ماذا سيتم فعله. كما اخترنا الفنان محمد طلعت لتنسق الأعمال؛ فأنا اعتبره أفضل منسق للأعمال الفنية في مصر، كما ضمت اللجنة التي شكلها المحافظ كل من الفنان سمير صبري والمخرج شاكر عبداللطيف". وأكد د. شيحا أن الأعمال التي تم إعارتها هي للفن المصري المعاصر، لها ثقافة خاصة، وفكر مميز؛ حيث تمثل الفكر المصري على الحوائط، فهي لم تكن مجرد لوحات للتزيين مثلما كانت موجودة لوحات ورود، والتي تم إزالتها لأننا لا نعترف بها مطلقاً، "فنحن لا نزين على الإطلاق لكننا نجدد الرؤية الثقافية، ونريد أن يرى كل من يأتي من الخارج مصر اليوم، مصر المعاصرة المتحضرة. كما أننا أحضرنا منحوتات جرانيتية من أسوان ووضعناها أمام صالات الخروج من المطار وفي قاعة المؤتمرات التي سيقام فيها المؤتمر الاقتصادي الدولي، وذلك لتكون في استقبال الزائرين". وعن المؤتمر قال د. شيحا: "أي نشاط اقتصادي أو سياسي لابد أن تلازمه مصر المثقفة المتحضرة، فنحن نريد أن يرى الزائرين الأجانب، المصريين وهم مقبلين على الحياة ومبتهجين؛ فعندما يروا دار الأوبرا المصرية تعرض اليوم البالية والموسيقى، ويروا فرقة رضا والإسماعيلية والإسكندرية ذلك سيشعرهم بالبهجة، ويعد دليل على أنه لا يستطيع أحد أن يجلس المصريين في بيوتهم، أو أن يخيفهم، أو يهز الدولة المصرية، وهذا هو الغرض الذي جعلني أقترح وجود فرق فنية تشع البهجة في شرم الشيخ في هذه الفترة". وأشار د. شيحا إلى أن جميع فريق العمل كانوا متطوعين ويعملون لوجه الله والوطن، ولم يتقاضوا مليماً واحداً. موضحا أن جميع المسئولين الذي طلب مساعدتهم تعاونوا معه بكل ترحاب، مستشهدا بمحافظ أسوان اللواء مصطفى يسري الذي طلب منه توفير "ترلة" كي تنقل الجرانيت، و"ونش" كي يرفع الأعمال، فقام بنقل الأعمال خلال ثلاثة أيام إلى مدينة "شرم الشيخ". بالإضافة إلى تعاون الفنان آدم حنين القوميسير العام لسيمبوزيوم أسوان الدولي؛ حيث وافق على نقل المنحوتات واختيارها مع د. شيحا. ومن جانب آخر قام الفنان د. أحمد شيحا بتأجيل معرضه الذي كان من المفترض أن ينطلق قريبا، وذلك نظرا لتواجده في شرم الشيخ منذ عشرين يوما، وتنقله ما بين القاهرةوأسوان. وقال: "عندما يكون هناك شأن عام يخص مصلحة مصر لا استطيع التخلف عنه". أما الفنان محمد طلعت منسق الأعمال فقال أن اللجنة نسقت جميع الفعاليات مع وزارة الثقافة والجهات المعنية على مدار شهر، واستطاعت اللجنة الحصول على ثلاثة أعمال جرانيت إهداء إلى مدينه "شرم الشيخ" من وزاره الثقافة وسيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت. كما أن جميع اللوحات المعروضة هي نتاج سيمبوزيوم الأقصر الدولي للتصوير والتي تم إعارتها للمدينة. بالإضافة إلى أن اللجنة نسقت مع دار الأوبرا لعرض حفلات موسيقية وبالية، وكذلك فرقه رضا خلال فترة المؤتمر. كما أبدت اللجنة رأيها في بعض جماليات الميادين والشوارع وكذلك صالات المطار وتم الأخذ بها. وأضاف طلعت، أن اللجنة حاولت اختيار ما يمثل الفن المصري بناء على الجودة والقيمة، وعرض أعمال فنيه للفنانين خارج نطاق القاعات الخاصة وكذلك قاعات الدولة، وتوسيع مساحه الفن والثقافة. واستطاعت اللجنة بالتعاون مع دار الكتب وبقرار من د. جابر عصفور، وكذلك بالتنسيق مع د. أحمد مجاهد، إهداء مطار شرم الشيخ مكتبه كاملة لأهم عناوين الكتب والأدب والمؤلفات المصرية المترجمة، وكذلك في أكثر من مكان مثل "دير سانت كاترين"، كما نجحت اللجنة في تعميمها في جميع مطارات مصر لإبراز الثقافة المصرية. بالإضافة إلى إهداء شركه طلعت مصطفي 13 منحوتة من الرخام، نتاج سمبوزيوم طلعت مصطفي الذي أسسه الفنان صلاح حمّاد، وتم وضعها في شوارع ومدينه "شرم الشيخ". وأكد طلعت أن جميع أعمال اللجنة لوجه الله، خارج الحسابات والشليلية، وإنما محاوله لرفعه شأن الثقافة والفن المصري.