اهتمت عدد من الصحف البريطانية بدعوة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ل"تشكيل جيش اتحاد أوروبي" يظهر لروسيا أن الاتحاد "جاد في الدفاع عن قيمه"، والتي أثارت بوادر انقسام أوروبي. وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية على موقعها الإلكتروني، مساء أمس الاحد: "إن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد، وتشمل دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، تطالب الاتحاد باتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء جارتها الشرقية"، في إشارة إلى روسيا. ولفتت الصحيفة إلى أن الدول الأعضاء الكبرى تنقسم أيضا حول فكرة تشكيل جيش اتحاد أوروبي، وقوبل المقترح بترحيب حذر من قبل العديد من كبار الساسة الألمان، في حين رفضته صراحة وبشكل متكرر حكومات بريطانية متعاقبة. وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن لندن رفضت الاقتراح على الفور، وقالت إنه "لا يوجد احتمال" للمملكة المتحدة بالموافقة على إنشاء جيش اتحاد أوروبي. ونقلت الصحيفة، عن متحدث باسم الحكومة البريطانية، قوله "موقفنا جلي بأن الدفاع مسؤولية وطنية ولا يخص الاتحاد الأوروبيوأنه لا يوجد أي احتمال لتغيير ذلك الموقف ولا أي احتمال لجيش أوروبي". ولكن في ألمانيا، نقلت الصحيفة، ما قالته وزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليين، في بيان إن "مستقبلنا كأوروبيين سوف يكون في يوم ما جيشا أوروبيا"، على الرغم من أنها استدركت: "ليس على المدى القصير". واعتبرت "ليين" أن مثل هذه الخطوة "تعزز الأمن في أوروبا" و"تعزز المكانة الأوروبية في الحلف الأطلسي". ووفقا للصحيفة، قال نوربرت روتغن رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الألماني: "إن تشكيل جيش اتحاد أوروبي رؤية أوروبية قد حان وقتها". وقال "يونكر"، في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، نشرتها على موقعها الإلكتروني مساء أمس: "إن جيش الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يسمح للقارة ب"الرد بمصداقية على التهديدات ضد السلام في دولة عضو أو جارة للاتحاد الأوروبي"، في إشارة إلى أوكرانيا". وأضاف "يونكر" الذي طالما كان مؤيدا لهذه الفكرة منذ فترة، أن توصل الدول الأعضاء إلى تشكيل جيش سيؤدي إلى زيادة كفاءة الإنفاق، وسوف يشجع على المزيد من التكامل الأوروبي. وتابع: جيش الاتحاد الأوروبي، من شأنه أن "يساعدنا على وضع سياسة خارجية وأمنية مشتركة، والوفاء بمسؤوليات أوروبا في العالم. واعتبر أن حلف شمال الأطلسي لا يشكل حماية كافية للاتحاد الأوروبي، لأن ليس كل أعضاء الاتحاد الأوروبي جزء من التحالف. ومضى قائلا: "صورة أوروبا تأثرت بشكل كبير، وأيضا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فإننا لا يبدو أننا نؤخذ على محمل الجد تماما". وأوضح أنه لا يريد قوة جديدة تنتقص من الدور الدفاعي الذي يضطلع به حلف شمال الأطلسي". ومطلع شهر مارس/ آذار الجاري، هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعدد من الزعماء الأوروبيين، باللجوء إلى فرض مزيد من العقوبات على روسيا، في حال استمرار انتهاك قرار وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا، من قبل الانفصاليين الموالين لموسكو. وكانت القمة الرباعية، التي عقدت في عاصمة روسيا البيضاء مينسك في شباط/ فبراير الماضي، بمشاركة زعماء كل من روسيا، وألمانيا، وأوكرانيا، وفرنسا، أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين، دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة 15 من الشهر ذاته، ويقضي بسحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة، وإقامة منطقة عازلة بطول 50 كلم، وإطلاق سراح الرهائن، والتوافق على قضايا أخرى.