عقد رئيس الحكومة الليبية، التابعة لمجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، عبد الله الثني، جلسة مباحثات، مع نظيره المصري، إبراهيم محلب، اليوم الخميس، حيث قدم الثني العزاء في 21 مسيحيا مصريا أعلن تنظيم "داعش"، منتصف الشهر الجاري، ذبحه لهم في ليبيا، حسبما قال مصدر دبلوماسي ليبي لوكالة الأناضول. وبدأ الثني، على رأس وفد ليبي رفيع المستوى، زيارة للقاهرة، مساء أمس، لم يُعلن عنها مسبقا. وقال المصدر، الذي يرافق الثني، وتحفظ على نشر اسمه، إن "الثني عقد صباح اليوم جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، في مقر مجلس الوزراء، حيث قدم الثني واجب العزاء في المسيحين المصريين الذين ذبحهم داعش، إلى جانب تأكيده على مشاركة ليبيا في المؤتمر الاقتصادي الذي تعقده مصر الشهر المقبل". وتعول السلطات المصرية كثيرا على هذا المؤتمر في جذب استثمارات أجنبية لتحسين الأداء الاقتصادي. ومن المنتظر، بحسب ذات المصدر، أن يقوم الثني بزيارة بابا الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، تواضروس الثاني، لتقديم واجب العزاء. وحول ما إذا كان الثني سيلتقي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أجاب المصدر: "بالفعل برنامج الثني يتضمن لقاء محتملا بينه مع السيسي، قبل مغادرته القاهرة عصر اليوم". ويضم وفد الثني، الذي وصل القاهرة على متن طائرة خاصة، كلا من فتحي عبد الحفيظ، وزير التعليم، ومبروك عمران، وزير العدل" في الحكومة المؤقتة، التي تعترف بها مصر والمؤسسات الدولية. ولفت المصدر إلى أن وزيري التعليم والعدل الليبي سيلتقيان بنظرائهما المصريين، لبحث سبل التعاون فيما يتعلق بالطلاب الليبين في مصر، وكذلك تفعيل الاتفاقيات القضائية. وفي اليوم التالي لإعلان "داعش" ذبحه 21 مسيحيا مصريا في ليبيا، قصفت طائرات حربية مصرية ما قالت القاهرة إنها أهداف ل"داعش" في مدينة درنة شرقي ليبيا، المجاورة لمصر. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، هما حكومة الثني، التابعة لمجلس النواب، الذي قضت بحله المحكمة الدستورية العليا في العاصمة طرابلس، وحكومة عمر الحاسي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام (منتهية ولايته وعاود الانعقاد)، والتي تتخذ من طربلس مقرا لها. وبينما اجتمعت حكومتا الثني والحاسي على إدانة ذبح هؤلاء المصريين، قالت الأولى إن الغارات المصرية تمت بالتنسيق معها، فيما نددت حكومة الحاسي بتلك الغارات، معتبرة إياها "عدوانا على السيادة الليبية". ومنذ الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، عام 2011، تشهد ليبيا فوضى دموية. ودعت القاهرة، الأسبوع الماضي، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، إلى رفع حظر تصدير السلاح عن حكومة الثني، إلا أن دولا أخرى مجاورة لليبيا أيضا ترى أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة الليبية.