يستعد الصينيون للاحتفال مساء اليوم برأس السنة الصينية أو السنة القمرية الجديدة حيث يبدأ هذا العام والمسمى بعام الخروف يوم 19 فبراير. وتبعا للتقاليد الشعبية الصينية فإن الاحتفالات بالسنة الجديدة والتى تتخلل عيد الربيع، وهو العيد الأكبر بالصين، تبدأ قبل أسبوع من العام الجديد ولكن قمة الاحتفال تكون في عشية رأس السنة والذى يوافق اليوم. ويقوم الصينيون خلال الأسابيع الثلاثة التى يستغرقها عيد الربيع والتي تتعطل فيها معظم المصالح الحكومية بالسفر إلى مسقط رأسهم لزيارة الآباء ولم شمل العائلة وبعمل أنشطة توارثوها عن الأجداد ، حيث يقومون فى اليوم الأول بعمل الحلوى وفى الثاني بتنظيف المنزل والثالث بطهي اللحوم والذى يليه بذبح بعض الدواجن ثم بعد ذلك يعدون العجين ويشترون حاجات العيد. وفى اليوم التالي يخبزون هذا العجين ويقومون بتعليق الزينات الحمراء لاستقبال العيد وكإشارة الى أنهم يتطلعون للحظ السعيد الذى سيحضره العام الجديد ثم يقومون بزيارة قبور الأجداد وبعد هذا يستعدون لتوديع أخر يوم من السنة القديمة بإشعال المفرقعات والألعاب النارية حيث يعتقدون أنها تطرد الأرواح الشريرة ثم يقومون بتناول عشاء رأس السنة مع العائلة . وفى اليوم الذى بعده وهو اليوم الأول للسنة الجديدة يقوم الأحفاد بارتداء الملابس الجديدة وبزيارة الأجداد ليتلقوا منهم الأموال على سبيل التهنئة ، وفى اليوم الثانى يقوم الأقرباء بتبادل الزيارات حيث تقام المأدب لتناول الطعام ، ثم فى اليوم الذى يليه يصطحب الأزواج زوجاتهم إلى منازل الأهل ومعهم الهدايا للأباء وهكذا تستمر أيام الاحتفالات حتى ينتهي اليوم الأخير للعيد بمهرجان الفوانيس. ويعتمد التقويم الصيني على دورة زمنية مكونة من 12 سنة وكل سنة من هذه السنوات تتخذ من أحد الحيوانات رمزا لها ، وبحسب التقاليد الصينية فإن أول عام فى هذه الدورة يسمى بعام الفأر، يعقبه عام الثور ثم النمر فالأرنب ويتلوه التنين ثم الثعبان وبعده الحصان ثم الخروف ويأتى بعده عام القرد ثم الديك فالكلب ثم تنتهى الدورة الزمنية بعام الخنزير وهكذا تبدأ دورة جديدة مرة أخرى ليأتى الفأر ثم الثور... و هلم جرا. ويعتقد الكثير من الصينيين أن المواليد الجدد تتأثر حياتهم وشخصياتهم برمز العام الذى يقبلون فيه إلى الحياة ، حيث يقولون مثلا أن مواليد عام الفأر يتميزون بالنشاط والعمل الجاد والذهن المتقد والمهارة اليدوية وحسن معاملة الاخرين والقدرة على التكيف وتكوين الصداقات أما نقاط ضعفهم فهى أنهم موسوسون ويفتقدون إلى المعرفة العميقة كما أنهم قصيرو النظر فى بعض الأمور.