أفادت مصادر أمنية، وشهود عيان، بسيطرة مسلحي "اللجان الشعبية" (قبليون)، على عدة مقار حكومية، بمحافظة عدن، جنوبي اليمن. وبحسب هذه المصادر، فقد اقتحم مسلحون من اللجان الشعبية موالون للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، فجر اليوم الاثنين، محطة توليد الكهرباء (حكومية)، بمنطقة الحسوة، في المحافظة، وسيطروا على المحطة دون أية مقاومة من قبل الأمن المركزي المكلف بحمايتها. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الأمن غادر المحطة (الأقدم في اليمن)، وأن مسلحي اللجان، باتوا يفرضون سيطرتهم عليها بالكامل. وإلى جانب محطة الحسوة، سيطر مسلحو اللجان على مبنى التلفزيون الحكومي، الواقع بمنطقة التواهي، جنوب غربي عدن، ومجمع السلطة المحلية بمديرية دار سعد (شمال)، وذلك بعد مواجهات اندلعت مع قوات الأمن المكلفة بحمايتها، ما أسفر عن مقتل مسلح، وإصابة آخرين بينهم جنود أمن، تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج، وفقاً للمصادر ذاتها. واللجان الشعبية، عبارة عن تشكيلات قبلية مسلحة بدأت تظهر في عدن عقب سيطرة الحوثيين على رئاسة الجمهورية، بصنعاء. وتهدف هذه اللجان- بحسب تصريحات قياديين فيها- للمحافظة على الأمن والاستقرار في عدن، وضمان عدم تكرار ما حدث في صنعاء. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع العصيان الأسبوعي الذي ينفذه أنصار الحراك الجنوبي كل يوم اثنين، في إطار التصعيد الميداني، للمطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وإنهاء الوحدة اليمنية التي تمت بين الطرفين في العام 1990. سياسياً، يأتي ذلك في وقت يشهد فيه اليمن، فراغاً سياسياً ودستورياً، بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته في ال22 من الشهر الماضي، وإعلان جماعة الحوثي، ما أسمته "الإعلان الدستوري "الذي يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية، وهو الإعلان الذي رفضته أحزاب سياسية يمنية مختلفة، ودول عربية وغربية.