أكدت الكاتبة الصحفية إقبال بركة، خلال الندوة التي عقدتها قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بعنوان "قراءة نسوية في تجديد الخطاب الديني"، إن تجديد الخطاب الديني، يتطلب مشروعا قوميا يتفق مع الإرادة السياسية، خاصة أن المشروع الذي تبنته جماعة الإخوان، أنتج مجتمعًا متخلفًا دينيًّا. وتساءلت بركة في بداية حديثها هل يؤيد الإسلام الحقيقي حرق البشر أحياء، أو سبي النساء؟، وأجابت قائلة: نحن نعيش وفق تعاليم الاسلام السمحة الرحيمة، لكن الجماعات والحركات الإسلامية يناصرون عداء المرأة حيث يرفضون تسليحها بالمعرفة والعلم كما يمنعونها من الذهاب للعمل بحجة أن الإسلام يمنع عمل المرأة، واستشهدت على ذلك بقصة الباكستانية ملالا يوسف التي ناضلت من أجل المطالبة بحق المرأة في العمل وباقي الحقوق. وأضافت "بركة" أنه منذ القرن السادس الهجري توقف الاجتهاد في الفكر الديني وظل متوقفًا حتى في القرن العشرين الذي حدث فيه الزخم من الاختراعات العلمية والبشرية ويتضاءل الاجتهاد من العلماء؛ مؤكدة أننا نعيش في رحاب الأفكار التى تعوّق مسيره المرأة. ومن جانبها قالت الأديبة "سلوى بكر"، أن ما حدث في القرن العشرين يوازى ما حدث في تاريخ البشرية كلها ويستمر حتي القرن الواحد والعشرين، وأبدت تعجبها من أن ينتظر الأزهر توجيهات من رئيس الجمهورية لكي يقوم بتصحيح الخطاب الديني. وانتقدت "بكر" حالة التقاعس وعدم الاجتهاد في البحث الديني خاصة أنها قضية تخصنا، مشيرة إلى أن الدولة شخصية اعتبارية لا دين لها وعندما يتم الخلط بين الدين والدولة فلن يتم تجديد اي خطابات في المجتمع وخصوصا الخطاب الدينى. وطرحت "بكر" تساؤل حول هل سيتم تجديد الخطاب الدينى المسيحي؟ وأجابت قائلة إنه يحتاج إلي تجديد لأن الكنيسة القبطية لم تتجدد بينما الحياة تتجدد. وأوضحت "بكر" أن الخطاب الدينى الذي أنتجته جماعة الإخوان المسلمين ألقى بظلاله على المجتمع بشكل أو بآخر، ولذلك يجب أن يكون هناك خطابات جديدة لأن العالم أصبح قرية صغيرة والخطابات يمكن أن يتم الحصول عليها من هنا أو هناك. وقالت أن هناك مسافة كبيرة بين ثقافة وقيم الشباب حاليا وبين الأجيال القديمة، مؤكدة أن الأجيال الجديدة أصبح لديها منظومة فكرية مغايرة تماما عما تحمله الأفكار القديمة وان لم نسمح بتجديد الخطابات العامة فلا جدوى من تجديد الخطاب الدينى. وانتقدت بكر تهميش صوت المرأة، ودللت على ذلك بأن عدد السيدات اللاتي شاركن في لجنة كتابة الدستور خمسة سيدات فقط، وهي نسبة لا تمثل صوت المرأة حسب قولها. كما دللت على تهميش صوت المرأة من خلال حركة المحافظين الجدد والتي خلت من المرأة نهائيا، منتقدة تبرير الدولة لذلك بأنه لدواع أمنية، وهو ما اعترته تمييزا للرجل عن المرأة. وأشارت بكر إلى أن مصر لا توجد بها حاليًا حركات نسوية، ومن يعملن عَلى الساحة لا يهتمن سوى ب"المانكير"، كما أن العمل السياسي للمرأة بالأحزاب مجرد ديكور.