ناقش الملتقى العلمى الأول لترميم وصيانة الآثار " الآثار الحجرية بين التلف والصيانة" المنعقد حاليا بمدرسة ترميم الآثار عددا من الدراسات البحثية العلمية، التى تكشف عن كفاءة مرممى لآثار فى ترميم المبانى الحجرية بأقل التكاليف. وصرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بأن الملتقى شهد إلقاء دراسة للباحثة شيرين إبراهيم إخصائية الترميم عن أهم محاجر الحجر الجيرى والرملى المستخدمة فى بناء الآثار المصرية القديمة ومنها جبل المكس غرب الإسكندرية والذى شيد منه المسرح الرومانى وقلعة قايتباى وهضبة أبو رواش واستخدمت فى تشييد هرم (رع جدف) وهضبة الجيزة وشيد منها أهرامات الجيزة ومحاجر سقارة والذى شيد منها أقدم بناء من الحجر فى التاريخ "هرم زوسر "، وجبل المقطم وشيدت منه الكنائس القبطية، ومحاجر طرة واستخدمت فى تكسية هرم زوسر والأهرامات الثلاث ومحاجر تل العمارنة وجبل القرنة والجبل الأحمر. والقى الدكتور عبد الحميد كفافى مدير إدارة التخطيط والمتابعة محاضرة ألقت الضوء على طرق الحفاظ على المبانى الحجرية من التلف البيولوجى الناتج عن المياه الجوفية الذى يؤدى لضياع الألوان للصور الجدارية والنقوش، فيما استعرض اخصائى الترميم أشرف عويس فى دراسته طريقة علاج وصيانة تمثال نفر بسقارة. وأشار المعتز بالله السعيد إخصائى ترميم فى محاضرته إلى كيفية صيانة مقبرة (مرس عنخ) الثالثة بمنطقة الهرم وحماية نقوشها الرائعة التى تمثل الحياة اليومية من عمليات رعى وصيد وغناء، وقد تعرضت المقبرة لعوامل تبلور الأملاح فوق النقوش وشروخ بسقف الحجرة الرئيسية وضعف بعض الأجزاء وتقشر وفواصل ممتلئة بالرواسب الحديدية وتم علاج كل ذلك بالتوثيق الأثرى للمقبرة أولا، وعمليات التقوية والعزل وقياس درجات الحرارة والرطوبة والتنظيف ، موضحا انه اوصى بتوفير عوامل الإضاءة المناسبة داخل المقبرة وعمل فتحات تهوية وقياس درجات الحرارة والرطوبة بصورة دائمة. والقى الدكتور سعيد عبد الحميد مدير إدارة الترميم بالمتحف المصرى محاضرة عن مشروع ترميم وتطوير معبد خنسو بالكرنك وكيفية تدريب شباب المرممين على التصوير والتوثيق، فيما قدمت شادية أحمد مدير عام صيانة وترميم آثار جنوبالقاهرة والقلعة عرضا للأسس العلمية فى ترميم مسجد محمد على بالقلعة وهى دراسة توثيقية لمعرفة الألوان الأصلية داخل وخارج المسجد، وكشف عوامل الترميم الخاطئ ومقارنة الأصول الفنية والأثرية للعناصر الزخرفية بالمسجد التى لم يطرأ عليها أى تغيير ومثيلاتها المستحدثة بالمسجد ومقارنة أسلوب الزخرفة بواجهات منشآت عصر محمد على ومقارنة ما ورد بالوثائق بشأن الزخارف. وأوضح عبد المجيد حشاد المسئول عن مدرسة الترميم أن هذا الملتقى يهدف إلى الرقى بالمنظومة العلمية للترميم فى مصر، مشيدا بالمدرسة المصرية فى الترميم ووعد بعقد مؤتمر دولى لترميم وصيانة الآثار بالقاهرة بعد عامين، مطالبا بالدعم المعنوى لمدرسة الترميم وشباب المرممين. وكان الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار قد شهد أمس افتتاح الملتقى العلمى الأول لترميم وصيانة الآثار الذى يستمر على مدى يومين، وشارك فيه واللواء محمد الشيخة رئيس قطاع المشروعات والغريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم وعبد المجيد حشاد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر.