شهد محيط قاعدة الوطية الجوية، أكبر القواعد العسكرية، غربي ليبيا، تجدد للمعارك العنيفة بين قوات "فجر ليبيا" والقوات العسكرية والقبلية الموالية لبرلمان المعقد في طبرق (شرق). وأفاد حسين بودية آمر (قائد) غرفة عمليات "فجر ليبيا" بالمنطقة الغربية، للأناضول" أن قواته أحرزت تقدما اليوم من كل المحاور باتجاه قاعدة الوطية (140 كم جنوب غرب العاصمة)". وقال بودية إن قواته دمرت عددا من آليات جيش القبائل الموالي لمجلس النواب وأسرت عددا من أفراده. وأضاف أن بضعة كيلو مترات تفصل قوات فجر ليبيا عن السيطرة على قاعدة الوطية، التي تمثل أهمية عسكرية كبيرة بالنسبة للقوات الموالية لمجلس النواب، حيث تقلع منها الطائرات لقصف المدن ومواقع تمركزات "فجر ليبيا"، حسب قوله. وأوضح بودية أن "موقع القاعدة الجغرافي في أرض فضاء جعل قوات "فجر ليبيا" تغير من خططها حتى لا تكون هدفا لقصف الطيران"، مؤكدا أن غالبية المعسكرات، غربي البلاد، أصبحت في قبضة "فجر ليبيا" ومنها معسكر "أم شويشة"(100كم غرب العاصمة) ومعسكر "العسة" (120 كم غرب العاصمة). في المقابل نفى المتحدث باسم رئاسة الأركان المكلفة من برلمان طبرق أحمد المسماري، سيطرة قوات فجر ليبيا على معسكر "ام شويشة". وقال المسماري، في تصريحات صحفية اليوم، إن قواته اشتبكت مع "فجر ليبيا" حول معسكر "أم شويشة" ودحرتها وأنها لا تزال تسيطر على المعسكر. وعن قرب السيطرة على قاعدة الوطية نفى المسماري أن تكون لدى "فجر ليبيا" القدرة على الاقتراب من موقع القاعدة الذي تحميه جغرافيا وتضاريس المكان بحيث يصعب على أي قوة الاقتراب منه. وتابع المسماري أن سلاح الجو التابع لرئاسة أركان الجيش (الملكفة من قبل مجلس النواب في طبرق) قصف مواقع "فجر ليبيا"، جنوب صبراته والعجيلات ونفذ عدة طلعات استطلاعية حول العاصمة طرابلس. ولم يتسن ل"الأناضول" التأكد من مصدر مستقل من صحة الحديث طرفي المواجهات حول السيطرة على معسكرات ونقاط ميدانية في مسرح القتال غربي البلاد. ومنذ نوفمبر من العام الماضي تسيطر قوات "فجر ليبيا" على كامل المدن الساحلية من العاصمة طرابلس وحتى المنفذ الحدودي مع تونس، بينما تسيطر القوات الموالية لمجلس النواب على المناطق الداخلية جنوب الطريق الصحراوي الذي يمثل خط تماس بين طرفي النزاع حيث لم يسجل أي من الطرفين تقدما في اتجاه الآخر . ويأتي تجدد الاقتتال غربي البلاد في وقت اشترطت فيه الأممالمتحدة توفر الاستقرار الامني ووقف إطلاق النار لنقل جلسات الحوار السياسي من جنيف إلى ليبيا للتوصل الى حل للأزمة الراهنة . وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيارين، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).