قال نائب رئيس الوزراء التركي "نعمان قورتولمش"، إن تركيا وقفت إلى جانب شعب كوباني (عين العرب) في أصعب الأيام التي مرت بها تلك المدينة، واستقبلت ما بين 19-21 سبتمبر 2014، أكثر من 197 ألف لاجئ، من أكراد كوباني، الذين فروا من إعتداءات تنظيم داعش الإرهابي، أي أن عدد اللاجئين الذين استقبلتهم تركيا في 3 أيام، يفوق ما استقبلته القارة الأوروبية عام 2013. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده قورتولمش في مطار "أسن بوغا" بالعاصمة التركية أنقرة، بمناسبة إرسال رئاسة إدارة الكوارث الطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية (آفاد) دفعة من الأدوية والمواد الطبية، إلى غينيا وليبيريا وسيراليون، التي تشهد تفشياً لفيروس إيبولا. وأضاف قورتولمش، أن تركيا قدمت مثالاً فريداً للتضامن والتعاضد، حيث بذلت كل ما في وسعها من أجل توفير جميع المستلزمات التي يحتاج إليها أولئك اللاجئون، في وقت كان فيه العالم أجمع يتفرج فيه على مأساة سكان كوباني، عبر وسائل الإعلام، والمحطات التلفزيونية. وتابع قورتولمش: "إننا نوّد إنتهاء الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا اليوم قبل الغد، وإنتهاء الفوضى في المنطقة، كما نريد أن تعيش جميع شعوب المنطقة معاً في سلام وأخوة، لذا لن ندخر جهداً في تقديم كل الدعم لأخوتنا سكان كوباني، كالدعم الذي نقدمه حتى للاجئين الذين هم خارج تركيا، كاليزيديين والتركمان في شمال العراق، واللاجئين في شمالي سوريا، إننا لا نميز أبداً بين اللاجئين، عند تقديم المساعدات، ولا نصنفهم على أنهم أكرادٌ أو عرب أو تركمان أو سنّة أو شيعة". وشدد قورتولمش على أن تركيا لا تقف متفرجة تجاه معاناة اللاجئين، بل تعمل كل ما تقدر عليه من أجل التخفيف من معاناتهم، وتوفير الأمن والاحتياجات الأساسية لهم، كما تعمل على حل المشاكل الإنسانية والوقوف إلى جانب المظلومين في أنحاء العالم. مشيراً إلى أن تركيا ستكون إلى جانب سكان كوباني دائماً في أوقات الشدّة، وأن المخيمات التي سيغادرها سكان كوباني لو قرروا العودة إلى مدينتهم، ستستخدم لإيواء لاجئين سوريين وعراقيين، سيما أن عدد اللاجئين السوريين والعراقيين في تركيا قد تجاوز المليون و700 ألف لاجئ. ونوه قورتولمش إلى أن "العدد الإجمالي للاجئين المقيمين في المخيمات التي جهّزت للقادمين من كوباني، بلغ 238 ألف لاجئ، وأن العدد المذكور يرتفع وينخفض بشكل يومي، حيث أن بعض العائلات تعود إلى بلدها، فيما تأتي عائلات جديدة يومياً"، وأن تركيا خاضت امتحاناً مهماً في قضية اللاجئين، وأن ما قدمته البلاد في هذا الإطار كان مدعاةً للفخر والاعتزاز".
