دعا الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إلى إنهاء الصراع في اليمن، محذرا من أنه يعرقل التحول الديمقراطي في البلاد. ومنذ صباح أمس تشهد صنعاء اشتباكات شرسة متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، التي تقول إنها سيطرت على قصر الرئاسة في العاصمة، التي اجتاحها مسلحون حوثيون يوم 21 سبتمبر الماضي قبل أن يتوسعوا إلى محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية. وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فريديريكا موغريني، في بيان وصل وكالة الأناضول نسخة منه، إن القتال الدائر في صنعاء منذ أمس، وخصوصا عمليات المداهمة التي شهدها القصر الرئاسي، واستهداف موكب رئيس الوزراء (خالد بحاح)، ومحاصرة القصر الجمهوري اليوم، حيث يعقد رئيس الوزراء اجتماعاته، "يهدف بوضوح إلى عرقلة التحول الديمقراطي في اليمن في إطار مبادرة مجلس التعاون الخليجي". ومضت قائلة إنه "يجب على جميع الأطراف التراجع فورا عن الصراع في صنعاء وفي (محافظة) مأرب (شرق) وأجزاء أخرى من البلاد". وحذرت موغريني من أن "العنف والصراعات تعرقل جهود الحكومة في تقديم الخدمات، وتمنع المجتمع الدولي من مساعدة البلاد؛ مما يجعل أشد الناس فقرا في اليمن يعانون أكثر من غيرهم". وختمت المسئولة الأوروبية بيانها باعتبار أن "مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، ونتائج الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة الوطنية والاتفاق بشان آلية شاملة توافق عليها جميع المكونات السياسية في اليمن، ستكون كفيلة بحل الخلافات القائمة حول خارطة الطريق الخاصة بالتحول الديمقراطي في اليمن". وإثر ثورة شعبية اندلعت عام 2011 مطالبة بإنهاء حكم الرئيس آنذاك، علي عبد الله صالح، قادت مبادرة خليجية إلى تسليم صالح في العام التالي السلطة إلى نائبه الرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي، مقابل حصول صالح على حصانة من الملاحقة القضائية. ويعقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعا استثنائيا، غدا الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض، من المرجح أن يناقش التدهور الأمني والسياسي في اليمن، بحسب ما نقلته فضائية "سكاي نيوز" عن مصادر في أمانة المجلس. ويتهم مسئولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران بدعم الحوثيين، وهم من المذهب الزيدي الشيعي، بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن. وهو ما تنفيه طهران. وأكد مجلس الأمن الدولي، في بيان اليوم، على شرعية الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، داعيا جميع الأطراف في اليمن إلى الوقوف بجانبه، وإلى حل الخلافات عبر الحوار والتشاور بدلا من اللجوء للعنف. ونشأت جماعة الحوثي عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب بين عامي 2004 و2010 بين الجماعة، المتمركزة بالأساس في محافظة صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية في عهد الرئيس السابق، علي عبد الله صالح؛ ما خلف آلاف القتلى من الجانبين.