طرابلس: قال منصور ضو رئيس الحرس الشعبي للعقيد الراحل معمر القذافي أن الأخير قضى أيامه الأخيرة بين الرغبة في التحدي والعيش في الأوهام، وعاش يقتات على أرز ومعكرونة سرقهما حراسه من منازل هجرها أصحابها من المدنيين.
ونقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن ضو أن القذافي ضاق ذرعا بالعيش هربا في مدينة سرت، مضيفا أنه كان يقول "لماذا لا توجد كهرباء؟ لماذا لا توجد مياه؟".
وأضاف ضو أن القذافي شخصياً لم يطلق رصاصة، مشيرا إلي اقتراحه ومساعدين آخرين علي العقيد فكرة ترك حكم البلاد لكنه وابنه المعتصم رفضا هذا الخيار.
ولفت ضو إلي أن بعض أنصار العقيد صوروه على أنه راغب في القتال حتى النهاية، كاشفا عن عدم مشاركته في القتال، وأنه فضل بدلا من ذلك القراءة وإجراء مكالمات من خلال هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية.
وكشف ضو أن القذافي لجأ إلى سرت بعد دخول طلائع الثوار إلى طرابلس، نافيا اختفاء العقيد في سراديب تحت الأرض.
وأوضح أنهم كانوا يتنقلون كل 3 او 4 أيام من مكان إلى آخر بحسب تطور المعارك في المدينة المحاصرة، مؤكدا أن القذافي لم يكن خائفا بل كان في قمة التوتر.
وقال ضو أن مؤيدي القذافي كانوا كثر لكن شدة المعارك دفعتهم للرحيل عن المدينة، مشيرا إلي أن العقيد الليبي لم يكن يمانع خروجهم بل كان يتم التنسيق مع الثوار لخروجهم بأمان.
وفي سؤال حول كيفية ايصاله الرسائل الصوتية إلى قناة "الرأي"، قال ضو أن القذافي كان يتصل بابنته عائشة وتسجل هي الرسالة ثم ترسلها إلى القناة.
وحول آخر يوم في حياة القذافي، قال ضو أن الثوار حاصروهم في الحي الثاني لكنهم نجحوا في الخروج إلي منطقة جارف مسقط رأس القذافي ، مشيرا إلي اضطرارهم للترجل من السيارات بسبب شدة الاشتباكات مع الثوار.
وتابع قائلا أن السيارات كانت تقل القذافي ووزير دفاعه أبو بكر يونس وولداه وخمسة من الحراس والمتطوعين.
وفي مقابلة مع منظمة "هيومان رايتس ووتش"، نفى الضو أن يكون قد أمر باستخدام أي نوع من العنف ضد الثوار، مؤكدا أنه نصح القذافي أكثر من مرة بأن الثوار ليسوا جرذانا ومرتزقة بل أفراد عاديون.
وفي أحيان أخرى، بدا الضو يشعر بالأسف الشديد، موضحا عجزه عن الاستسلام أو الهرب اذ كان عليه الوفاء ب"التزام أخلاقي بالبقاء" مع العقيد.
ومن جانبه، قال إسماعيل الشكري نائب رئيس الاستخبارات العسكرية في مصراتة أن الموالين استخدموا بعض العائلات دروعا بشرية، كما قام الجنود موالين باعتقال فتيات لمنع العائلات من الرحيل.
ويذكر أن العقيد القذافي هرب إلى سرت في 21 أغسطس/آب أي في اليوم الذي سقطت فيه طرابلس، في موكب صغير سافر عبر معاقل الموالين في ترهونة وبني وليد.