بعث كل من رئيسي وزراء ألمانيا أنجيلا ميركل، وبريطانيا ديفيد كاميرون برسالة تضامن للرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند"، أكدا من خلالهما استعدادهما الكامل لتقديم كافة أشكال المساعدات الممكنة من أجل ضبط المتهمين بتنفيذ الهجوم الذي استهدف، أمس الأربعاء، مقر مجلة "شارلي إيبدو"، وأودى بحياة 12 شخصاً، وإصابة آخرين. جاء ذلك في التصريحات الصحفية التي أدلى بها المسؤولان، في مؤتمر صحفي مشترك، عقداه عقب لقاء ثنائي مع بينهم في العاصمة البريطانية لندن التي تزورها المسؤولة الألمانية "ميركل" حالياً لإجراء مباحثات رسمية مع المسؤولين هناك. وقبل أن يعقد الطرفان المؤتمر الصحفي المشترك، أجريا مكالمة هاتفية ثلاثية مع الرئيس الفرنسي، كما أنهما استهلا تصريحاتهما في المؤتمر الصحفي بإدانة شديدة اللهجة لذلك الاعتداء المسلح. وقال رئيس الوزراء البريطاني "كاميرون": "هذا الهجوم، اعتداء على العديد من القيم، مثل حرية التعبير والديمقراطية"، مشيراً إلى أن الاستخبارات البريطانية أمدته والمسؤولة الألمانية بالمعلومات اللازمة حيال الهجوم، بحسب قوله. ومن جانبها شددت المستشارة الألمانية على وقوف بلادها بجانب فرنسا حكومة وشعبا، مضيفة "فنحن أبلغنا هولاند أننا مع حرية الصحافة. ومثل هذه الأحداث تؤكد على ضرورة التعاون المشترك بين الاستخبارات". وفي وقت سابق أمس، قتل 12 شخصًا، بينهم 4 من رسامي الكاريكاتير ورجلي شرطة، وأصيب قرابة 20 آخرون، في هجوم استهدف مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة في باريس، حسبما قالت النيابة العامة الفرنسية. ورغم عدم إعلان أي جهة حتى الساعة مسؤوليتها عن الهجوم أو توجيه السلطات الفرنسية الاتهام إلى جهة ما، بثت وسائل إعلام غربية مقاطع فيديو يبدو فيها مهاجمين وهم يرددون تكبيرات. يذكر أن مجلة "شارلي إيبدو" نشرت، يوم الأربعاء، في حسابها على موقع التدوينات المصغرة "تويتر"، رسمًا كاريكاتوريًّا يصور زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، وهو يقول "أتمنى عامًا يتمتع فيه الجميع بالصحة". وفي سبتمبر/آيلول 2012، أثارت هذه المجلة جدلاً واسعاً عقب نشر رسوم كاريكاتورية "مسيئة" للنبي محمد، خاتم المرسلين، بدعوى حرية الرأي والتعبير؛ وهو ما أثار موجة احتجاجات في دول عربية. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عادت المجلة الساخرة إلى الإساءة للنبي محمد، تحت عنوان يتساءل: "ماذا لو عاد محمد؟"، حيث أفردت صورة غلافها الرئيسي لمن قالت إنه نبي الإسلام، مصورة إياه كاريكاتوريا راكعا على ركبتيه، فزعا من تهديد مسلح يفترض انتماؤه لتنظيم "داعش".