طرحت حركة «6 أبريل» جبهة أحمد ماهر، يوم السبت، مبادرة تدعو كل الجهات، التي شاركت في ثورة 25 يناير 2011 وأمنت بأهدافها، بأن تسمو فوق مصالحها الضيقة، وأن تتجمع حول أهداف هذه الثورة مرة أخرى بالروح نفسها. ووفقاً لوكالة «الأناضول»، رحبت قيادات من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية بهذه المبادرة، دون أن يصدر بيان عن قيادة الجهتين يعبر عنهما بشكل رسمي حتى الساعة. وكشف عن المبادرة عمرو علي، المنسق العام لحركة 6 أبريل، جبهة أحمد ماهر، وتعتمد على على خمسة محاور؛ تشمل: ميثاقاً للمشاركة المجتمعية، ميثاق شرف إعلامياً، عدالة شاملة، ترسيم العلاقات بين مؤسسات الدولة والمجتمع، تشكيل حكومة إنقاذ. وطالب علي، في المبادرة، كلّ من شارك في الثورة وكل من آمن بأهدافها بضرورة التجمّع مرة أخرى حولها بالروح نفسها، لتحقيق الحلم ذاته بعد أن أدرك الجميع أن الأوضاع الآن عادت أسوأ مما كانت عليه قبل بدء الثورة. وأضاف: «المعتقلون الذين وصلوا لعشرات الآلاف في سجون الظلم - وفق قوله - من مختلف الاتجاهات والانتماءات هم من يقودون التحرّك الثوري الآن، بعد أن جمعهم الظلم والتنكيل والقتل والاعتقال، بصرف النظر عن الاختلافات الفكرية والانتمائية». وتابع: «علينا جميعاً أن نسمو فوق مصالحنا الضيقة، ونتذكّر أحلامنا التي خرجنا من أجلها ودفعنا دماءً عزيزة لا تزال تسيل حتى يومنا هذا»؛ مؤكّداً «وجود صيغة مطروحة الآن للتوافق على أرضية ثورية واحدة، أساسها أهداف الثورة؛ العيش والحرية والعدالة والكرامة للجميع وبالجميع». وتقول وزارة الداخلية المصرية إن سجونها لا تضم أي معتقل رأي، مؤكدة أن كل المحاكمات، التي طالت رموزا سياسية وغيرها بعد مظاهرات 30 يونيو 2013، التي اطاحت بمرسي، كانت على خلفية جنائية. وفي أبريل عام 2008، تأسست حركة «6 أبريل» كحركة سياسية معارضة للرئيس الأسبق حسني مبارك، قبل أن تنقسم إلى حركتين على وقع خلافات داخلية بشأن أسلوب الإدارة بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بمبارك، هما: «6 أبريل جبهة أحمد ماهر»، و«6 أبريل الجبهة الديمقراطية». الحركة، التي تم حظرها بحكم قضائي في 28 إبريل الماضي ويقضي أحمد ماهر، مؤسس إحدى جبهتيها حكما بالسجن على خلفية خرق قانون التظاهر، كانت من أبرز الداعمين لمظاهرات 30 يونيو 2013 المعارضة للرئيس المعزول محمد مرسي، وهي، أيضا، من معارضي السلطات الحالية في مصر. وتعقيبا على هذه المبادرة، رحبت قيادات من جماعة الاخوان المسلمين والجماعة الإسلامية بها، دون أن يصدر بيان عن قيادة الجهتين يعبر عنهما بشكل رسمي حتى الساعة. وفي هذا الصدد، قال أحمد رامي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، إنهم يرحبون بأي جهد يعيد الثورة إلى الشارع. وأضاف رامي، في تصريحات لوكالة «الأناضول»: «على مدار شهور ونحن ندعو الثوار للتوحد تحت أهداف الثورة، والعودة لأحضان الثورة، وهي خطوة جيدة قبل الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير». وتابع: «على مدار شهور ونحن نسعى الي توحيد جهود القوى التي شاركت في ثورة يناير، من أجل إنهاء الخلافات والاتفاق على أرضية موحّدة تضمّ شركاء الثورة». ومتخذا الموقف ذاته، قال محمد سويدان، القيادي بجماعة الإخوان، إن ما تنادي به حركة 6 أبريل، اليوم، يتوافق مع دعواتنا منذ شهور، بالتوحد من أجل إسقاط الانقلاب والسلطة الحالية، على حد تعبيره. وحول مواطن الاختلاف، أضاف سويدان ل«الأناضول»: «نحن في وقت توحد لكل القوى والجهود، فلنتفق على المشترك بيننا، ونجنب الخلافات جانبا». ورغم كون رامي وسويدان من القيادات البارزة في جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الجماعة، التي تعتبرها السلطات المصرية «إرهابية»، قالت في بيان سابق لها إن المعبر عنها وعن مواقفها هي البيانات الرسمية الصادرة عنها فقط. ومنذ تبرئة الرئيس الاسبق حسني مبارك من قتل متظاهري ثورة يناير، خرجت العديد من الدعوات والمبادرات للتوحد مجددا خلف أهداف الثورة، إلا أن الخلافات حول عودة مرسي للحكم من عدمه وشكل المسار الديموقراطي، ومطالبات كل فصيل بالاعتذار عن أخطاؤه في حق الثورة، كان يحول دون التوصل إلى توافق حول أي من هذه الدعوات والمبادرات.