شهد العام الماضي إنجازات واكتشافات علمية لخدمة البشرية ومحاولة لإنقاذ الإنسان من أمراض قد تفتك به.. ولأن طريق العلم لا ينتهي من الاكتشافات العلمية والتكنولوجية تظهر كل يوم العديد من العلاجات التي ستساهم في رفع مستوى العلاج وتفتح آفاقاً جديدة لمكافحة العديد من الأمراض. لذا تقدم "محيط" أبرز الأحداث والتطورات الطبية التي سجلت سبقاً طبياً مثيراً خلال عام 2014. جهاز "الكفتة" يحظى مرض الكبد باهتمام العلماء حول العالم في محاولة لإيجاد أدوية لعلاجه أو سبل لتخفيف أعراضه أو حتى وسائل للتخلص منه، ولكن هذا العام آثارت العلاجات الجديدة العديد من التساؤلات والانتقادات في الأوساط الطبية. وبدأت المعركة الفعلية بين الفيروس الكبدي "سي" وجهود الدولة للقضاء على هذا الفيروس اللعين، بعد إعلان اللواء إبراهيم عبدالعاطي، عن جهاز "سي فاست"، وجهاز "كومبليت كيور" للكشف عن المصابين بفيروس "سي" و"الإيدز" بدون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة. وأوضح قائلاً: "أننا هزمنا الإيدز ولم ولن نستورد في يوم من الأيام علاجاً للإيدز"، مضيفاً "بأخد الإيدز من المريض وأغذي المريض بيه وأديله صباع كفتة يتغذى عليه باخد المرض وأديله غذا وده قمة الإعجاز العلمي". وقد أقر الرئيس عدلي منصور والمشير عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، هذا الاكتشاف المصري الفريد، بعد حصوله على موافقات وزارة الصحة وتسجيل براءة اختراعه باسم رجال الهيئة الهندسية. ولكن لم تكتمل فرحة المرضى، نتيجة العديد من التأجيلات المستمرة حتى الآن، فاللجنه التي شكلها وزير الدفاع لتقييم نتائج العلاج أجلت تقييم المرضى الذين خضعوا للعلاج لمدة 6 أشهر أخرى تنتهي آخر مايو 2015، وبعدها تعلن النتائج النهائية من قبل اللجنة وإدارة الخدمات الطبية. وبرر الدكتور يحيى الشاذلي عضو لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية في تصريحات لبعض وسائل الإعلام، أن توفير عقار "سوفالدي" للمرضى أجدى للدولة الآن كبديل دون الالتفات لما مضى، مشيراً إلى أن اللجنة العلمية التي رشحتها القوات المسلحة لإجراء التجارب على "كومبليت كيور" أجرت التجارب على 80 حالة، لم يستجب منها للعلاج سوى 3 فقط. منافسة شرسة بين "هارفوني" و"سوفالدي" وما زلنا نتحدث عن العلاجات الجديدة، حيث أعلنت وزارة الصحة عن عقار "سوفالدي" باعتباره الحل النهائي للقضاء على مرض التهاب الكبد الوبائي، الإ أن ظهر منافس جديد يدعى "هارفوني" في السوق الأمريكي والذي يعتبر نسخة أكثر تطوراً من "سوفالدي". وأوضح الدكتور حسني الفيومي استشاري الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنوفية، ل"محيط"، أن عقار "هارفوني" يختلف تماماً عن "سوفالدي"، فهو يعتبر أول علاج معتمد بدون "الإنترفيرون" لجميع الأنواع الجينية لفيروس "سي"، والشركة أسمته مبدئياً أثناء التجارب الإكلينيكية ب"الكومبو"، متوقعاً تغيير الاسم مع اعتماده من هيئة الدواء الأوروبية. وفي نهاية العام، اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، عقاراً جديداً يسمى "فييكيرا" لعلاج المرضى الذين يعانون من النوع الأول لفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي المزمن "سي"، بما في ذلك المرضى الذين يعانون من تليف الكبد، حيث أظهرت النتائج أن جميع المرضى الذين تلقوا العلاج لمدة 12 أسبوعاً استجابوا للعلاج بدرجات شفاء تراوحت بين 91 إلى 100%. "القلب في صندوق" وفي سابقه هى الأولى من نوعها، ابتكر مجموعة من الأطباء والمهندسين قلب مطبوع بالنظام الثلاثي الأبعاد من مادة يوليميرية مرنة، ساهم في إنقاذ حياة طفل صغير، حيث أكد الوالدان فحص أجري بعد سبعة أيام من إتمام العملية أن مولودهما أصبح يتمتع بصحة جيدة. كما نجح فريق بحثي من الكلية الإمبريالية بلندن بقيادة الدكتور المصري مجدي يعقوب في استخدام الخلايا الجذعية لإنتاج صمامات قلب بديلة عن الأنسجة الطبيعية، الأمر الذي يساهم في إنتاج "قلب بشري كامل"، مما يطيل ويحسن نوعية حياة مرضى القلب الذين يعانون من صمامات معيبة. ولتنظيم ضربات القلب، نجح فريق آخر من العلماء الأمريكيين في تطوير أصغر جهاز في حجم حبة الفيتامين، وهو ما يعد عشر حجم منظم ضربات القلب التقليدي المستخدم حالياً، حيث تم بتكنولوجيا "النمنمة"، مما سيجعل عملية تغييره وزرع آخر بمثابة لعبة طريفة يلهو بها الجراح. كما استطاع مجموعة من العلماء من تطوير دعامات دوائية قابلة للامتصاص "BVS"، وتعمل تلك الدعامات الجديدة على إدخال دعامة حيوية علاجية للشريان التاجي المصاب بالانسداد، للمحافظة عليه مفتوحاً، وبالتالي زيادة تدفق الدم والأكسجين للقلب، ثم يمتص الجسم تلك الدعامة التي تذوب خلال عامين من تركيبها، تاركة الشريان مفتوحاً دون أي أثر لها. وتعد تلك الدعامة خطوة ايجابية في مستقبل علاجات القلب. أما الغراء الطبي.. ابتكره فريق أمريكي بمستشفى "بوسطن" للأطفال، لإصلاح الثقوب الخلقية في القلب بدلاً من الخيوط الجراحية من أجل الحفاظ على كفاءة وظائف القلب وتجنباً للأثار الجانبية للجراحة، خاصة عند الأطفال. السرطان.. مرض العصر أما الأمراض السرطانية، كانت محل اهتمام العديد من العلماء حول العالم في محاولة لإيجاد أدوية لعلاجه أو سبل لتخفيف أعراضه أو وسائل للتخلص منه. وفي أحدث طرق العلاج، تمكن العلماء من تطوير طريقة جديدة لعلاج الأورام الخبيثة بواسطة "إشعاع البروتونات"، والتي آثارت جدلاً في عدد من الدول، لكنها مطبقة في الكثير من الدول المتقدمة. وتتلخص طريقة العلاج بالبروتونات بحقن أيونات من عنصر الهيدروجين في جهاز تسريع الجزيئات، والمسمى "سيكلوترون"، وتسليط الجزيئات الناتجة على الورم الخبيث مباشرة، وتختلف هذه الطريقة عن العلاج الإشعاعي بأنها أكثر دقة وتصيب الخلايا السرطانية فقط. كما تميز عام 2014 بظهور الكثير من الأدوية واللقاحات الجديدة، التي تساهم في علاج العديد من الامراض المستعصية، فقد اعتمدت هيئة الغذاء والدواء اختبار جديد بالمنزل يدعى "Cologurd"، للكشف عن سرطان القولون والمستقيم يعتمد على فحص الحمض النووم والدم الموجود في البراز لتظهر النتيجة على الشاشة بدقة 90%. وأنتجت شركة "ميرك آند كو" للمستحضرات الدوائية عقار "كيترودا"، الذي يمثل علاجاً مبشراً لمرضى أورام الجهاز الليمفاوي، حيث يعزز الجهاز المناعي لمكافحة السرطان، وتم اختبار مدى فعالية العقار من خلال دراسة شملت 29 مريضاً، 66% منهم استجابوا بصورة مجدية للعقار، في علاج استمر 24 أسبوعاً، و21% منهم شفيوا تماماً. واعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عقار "بيلينستات" لعلاج السرطان، وذلك بعد دراسات وأبحاث استمرت لأكثر من 13 سنة، والذي بدأ فعالاً في علاج بعض المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية الطرفية. ونجح فريق أمريكي في تطوير مجهراً بدون عدسة يكشف عن وجود أمراض سرطانية من عدمه، ويعتمد على التصوير ثلاثي الأبعاد لاختبار الأنسجة وفحص عينات الدم. ويلتقط المجهر عديم العدسة صوراً عالية الوضوح بدقة تزيد نحو 100 مرة من حيث المساحة ومجال الرؤية من تلك التي تلتقط بواسطة المجاهر الضوئية التقليدية. الإيدز والتوحد ما زالت الأمراض النادرة كالتوحد والإيدز لغزاً حتى يومنا هذا بالنسبة للأطباء، وآخر ما توصل إليه العلم في الكشف عن فيروس الإيدز، هو اختبار ذاتي يعتمد على أخذ عينة من اللعاب أو نقطة دم مأخوذة من الأصبع، وتظهر النتيجة في غضون 30 دقيقة، وقد أثبت الاختبار فعاليته بنسبة 99,8% على النتائج السلبية، و93% على النتائج الإيجابية. كما نجح باحثون مصريون بالمركز القومي للبحوث بمصر في تطوير لبن خاص يتم تقديمه للأطفال المصابين بمرض التوحد، بما يساهم في تحسن كثير من الأعراض المصاحبة للمرض من تشتت الانتباه والعصبية الشديدة وقصور في التواصل مع الآخرين، وجاري تسجيله كبراءة اختراع لأول منتج غذائي خاص بمرضى التوحد. الإيبولا والصرع مرض انتقل إلينا عن طريق الحيوان وأصبح يهدد البشرية بشكل كبير، لذا تتسارع الجهود نحو اكتشاف علاجات للحد من انتشار هذا الفيروس الخطير، فقد اخترع الدكتور محمد عز الدين الرافعي باحث بالمركز القومي للبحوث نوعاً جديداً من القماش مضاد للبلل والبكتيريا باستخدام تقنية "النانوتكنولوجي"، وهو ابتكار آمن بنسبة 100% ويمكن استخدامه في مقاومة العديد من الفيروسات مثل "الإيبولا" و"أنفلونزا الطيور والخنازير". ولعلاج الصرع، يسعى الباحثون لابتكار علاجات جديدة تقضي على المرض تماماً دون عودة الإصابة به مرة أخرى، حيث ابتكر الدكتور محمود فوزي استشاري أول أعصاب الأطفال، شريحة تزرع تحت الجلد لعلاج الصرع عند الأطفال، والتي تحمل اسم "VNS"، وتعمل على السيطرة على الكهرباء الدماغية الصرعية لدى الأطفال. زراعة الأعضاء زرع الأعضاء هو الحقل الذي لم يتوقف عن النمو بسرعة، رغم الجدل الثائر حول الجوانب الأخلاقية وتأثيرها النفسي على المريض. أول مهبل صناعي تمكن أطباء من إجراء زراعة أول مهبل مصنع معملياً في أجساد أربع سيدات، وتم استخدام عينات من الأنسجة والمواد القابلة للتشكيل حيويّا لينمو المهبل بالشكل والحجم المناسب لكل امرأة، ويتماشى مع أنواع الأنسجة، وسجلت الحالات كلها درجات طبيعية من "الرغبة والنشوة"، والعلاقة الجنسية دون ألم. وعانت كل واحدة من النساء الأربع من عدم اكتمال نمو المهبل، عندما كن لم يزلن أجنة في أرحام أمهاتهن، وتعرف هذه الحالة طبيا باسم "عدم تشكل الرحم". ويقول خبراء الطب إن الدراسة تقدم مثالاً جديدًا على قوة الطب الترميمي. أول عين إلكترونية كما نجح مجموعة من الأطباء الأمريكيين في مستشفى "ويلز" للعيون، في إجراء أول عملية جراحية متطورة لزراعة عين إلكترونية لامرأة أمريكية مكفوفة، واستمرت هذه الجراحة أربع ساعات، حيث تم توصيل الأجهزة داخل عينها بكاميرا موصلة إلى زوج من النظارات الشمسية، وكاميرا فيديو ترسل إشارات الصورة لاسلكياً إلى العين المزروعة المسؤولة عن الرؤية. القلب الميت وحقق أطباء أستراليون إنجازاً طبياً هو الأول من نوعه في تاريخ الطب بعد نجاحهم في زرع ثلاثة قلوب ميتة بعد إنعاشها لتوقفها عن النبض، مما يزيد عدد الأعضاء المتوفرة للزراعة. واعتمد الأطباء الأستراليين على تقنية جديدة لإنعاش القلب من خلال جهاز أطلقوا عليه اسم "القلب في صندوق"، حيث يُدفأ القلب ثم يُستعاد النبض ويُحفظ في سائل إنعاش يساعد على تقليل تلف عضلة القلب، وتمكنوا من إحياء قلب كان قد توقف عن النبض لمدة 20 دقيقة ثم زرعه في جسد مريض بنجاح. أول يد اصطناعية وكان العالم على موعد مع ابتكار جديد في عالم طب الأعصاب، وهو تطوير أول يد اصطناعية يمكنها أن توفر لمبتوري الأيدي حاسة اللمس مجدداً، حيث استطاع علماء سويسريون زرع أقطاب كهربائية في أعصاب ذراع رجل دنماركي فقد يده، ووصلها بيده الصناعية. وبفضل هذه اليد الصناعية، تمكن الدنماركي "سورينسن" من الإحساس بملمس الأغراض التي يمسكها لأول مرة، بعد أن بترت يده الطبيعية جراء حادث تعرض له أثناء التعامل مع الألعاب النارية قبل عشر سنوات، إذ تمكن بعد تجربة في روما من تحديد الفرق بين الأسطح الملساء والأسطح الخشنة وهو معصوب العينين. جمجمة ثلاثية الأبعاد ومازالنا نتحدث عن أغرب الزراعات التي مرت خلال العام، فقد نفذ فريق من الجراحين الهولنديين، عملية زراعة جمجمة تمت طباعتها على طابعة ثلاثية الأبعاد بنجاح لمريضة تبلغ من العمر 22 عاماً. استمرت هذه العلملية 23 ساعة متواصلة، حيث كانت جمجمة هذه المريضة سميكة، لدرجة أنها أصبحت تضغط على دماغها، فقام فريق من الأطباء من جامعة أوترخت الهولندية بعمل جمجمة بلاستيكية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، تحل محل جمجمتها الأصلية. كما فاز الباحث البريطاني الأمريكي، "جون أوكيف" والزوجان النرويجيان "ماي بريت موزر" و"ادفارد اي موزر" بجائزة نوبل للطب للعام 2014، لاكتشافهم نظام تحديد المواقع "جي بي إس" داخلي في الدماغ يسمح بتوجيه الإنسان داخل محيطه. وقالت جمعية نوبل في معهد "كارولينسكا" بالسويد إن هذه الاكتشافات "حلت مشكلة شغلت الفلاسفة والعلماء لقرون"، وأظهرت "كيف يرسم المخ خريطة للفضاء المحيط بنا وكيف نشق طريقنا عبر بيئة مركبة، وكيف نخزن هذه المعلومات بطريقة نتمكن من خلالها فورا بإيجاد طريقنا في المرة الثانية التي نسلك فيها هذا الطريق".