اعتبر مراقبون قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية ببدء مرحلة تطبيع علاقاتها السياسية مع كوبا بالتطوّر المفاجئ في السياسات الخارجية للولايات المتحدة لعام 2014. ووفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" للأنباء فقد جاء قرار أمريكا المفاجئ بعد قطيعة استمرت قرابة 50 عامًا منذ وصول "فيدل كاسترو" إلى السلطة في كوبا عام 1959. وشهدت العلاقات الأمريكية الكوبية مزيداً من التوتر عقب إنشاء الولاياتالمتحدة نظامًا يتيح إرسال رسائل نصية عبر شبكة للتواصل الاجتماعي في كوبا ما بين عامي 2009 و2012، بهدف قلب نظام الحكم الشيوعي فيها وهو ما لم ينفه البيت الأبيض. ووصف رئيس اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية في الكونجرس من الحزب الديمقراطي "باتريك ليهي"، النظام الذي يتيح إرسال الرسائل النصية بالبرنامج "الغبي"، الذي من المفترض أن يزود الولاياتالمتحدة بالمعلومات، إلا أنه أعطى معلومات غير مباشرة، لم يتمكن أحد من فهم أي شيء. من جهته، أوضح مدير العلاقات الأمريكية في وزارة الخارجية الكوبية، أن نظام الرسائل النصيّة، أثبتت من جديد عدم عدول الولاياتالمتحدة عن خططها التي تهدف لتدمير كوبا، مشيرًا أن الولاياتالمتحدة تحاول خلق أجواء من عدم الاستقرار لقلب نظام الحكم في كوبا، لذلك لا تزال ترصد كل عام ملايين الدولارات لذلك الغرض. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 17 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أن بلاده ستبدأ بإجراء لقاءات خاصة مع المسؤولين الكوبيين، لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقال متوجهًا للشعب الكوبي "أمريكا تمد يد الصداقة". وأضاف الرئيس الأمريكي أنه سيعيد فتح سفارة بلاده في هافانا وسيطلب من الكونغرس رفع الحظر المفروض على كوبا منذ نصف قرن، وسيقيم تعاونًا مع هافانا بشأن مكافحة "الإرهاب" والمخدرات، داعيًا الحكومة الكوبية إلى دعم حقوق الإنسان ورفع القيود عن العمل السياسي وحرية التجارة. في المقابل وصف الرئيس الكوبي "راؤول كاسترو" شقيق فيدل كاسترو قرار نظيره الأمريكي بالقرار الذي يستحق الاحترام والتقدير، وقال: "إن التقدم الذي تم في المباحثات، يظهر أنه من الممكن إيجاد حل للعديد من المشكلات، إذ أننا بحاجة إلى أن نتعلم أن نعيش معا بطريقة متحضرة رغم خلافاتنا". ولقيت مبادرة أوباما إزاء تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، ردود فعل سلبية من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، خاصة الأعضاء الذين هم من أصل كوبي والجمهوريين. ووصف الجمهوري "ماركو روبيو"، أوباما بأنه "أسوأ مفاوضٍ عرفه في حياته"، في حين يرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "روبرت مينينديز"، الخطوات الجديدة أنها "تشكل نموذجًا سيئًا يدعّم من مكانة الأنظمة الدكتاتورية بمباركة أمريكية".