تعتبر ظاهرة تعاطي المخدرات ظاهرة عالمية خطيرة انتقلت على مر السنين إلينا، لتصبح من أهم الأخطار التي تهدد صحة المواطن العربي. وفى إطار ما يسببه تعاطي المخدرات من مشاكل اجتماعية من الممكن أن تدفع المتعاطي إلى ارتكاب العديد من الجرائم مثل الاغتصاب والسرقة والقتل، كان لابد من البحث عن أساليب ناجحة للعلاج من هذا الإدمان الذي بات خطرا يهدد المجتمع كله. حملات شعبية لمحاربة الإدمان تقول الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس،عن ظاهرة الإدمان، إن الشباب في حالة عدم استغلال مواهبهم وقدراتهم في عمل مفيد،فإنهم يوجهون طاقاتهم إلى ابتكارات ضارة مثل تعاطي المخدرات والعقاقير المنشطة. وأضافت في تصريحات إلى شبكة الإعلام العربية "محيط"، أن أعداد مدمني المخدرات في تزايد مستمر نتيجة لغياب الرقابة الأسرية والمجتمعية معا، بجانب أن الحلول العملية للقضاء على هذه الظاهرة غير موجودة، مشددة على ضرورة تفعيل حملات شعبية لمحاربة تلك الظاهرة نظرا لأن الحملات الحكومية غير مؤثرة، وأن يقتصر دور الحكومة على تيسير مهمة هذه الحملات فقط، أو الدعم المادي، وتغطية الجانب الإعلامي والترويجي للحملات حتى تكلل بالنجاح. علاج المتعاطي يقول الدكتور سعيد أبو المجد، أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان،إنه قبل البدء في علاج المتعاطي يجب التعرف على نسبة احتياجه للمخدر حتى يتم وضع العلاج المناسب له، مضيفاأن طريقة المنع التدريجي للتعاطيبتقليل نسبة المخدر من الجسم هي من أنجح الطرق العلاجية التي أثبتت كفاءتها. ونصح أبو المجد بوضع المدمن في مستشفى للأمراض النفسية حتى يتم القرب من حالته النفسية والتعرف على طباعه،موضحًا أن المدمن في كثير من الأحيان يكون شخص غير سويوسريع الانفعال، هذا بجانب علاج المشكلات الاجتماعية التييعاني منها، والتي غالبا ما تكون مشكلات أُسرية. وبيّن أن خطوات العلاج النفسي هيأن يتم مواجهة المريض بحاجته للعلاج والمساعدة وبتأثير المخدرات المدمر في حياته، كما يتم مناقشة كيفية الإقلاع عن المخدرات، وتحديد مسؤوليته في العلاج،على أن يكون ذلكمن خلال أطباء نفسيين مختصين. وأوضح أن مرحلة "الانسحاب"، هي أهم المراحل التي يمر بها المتعافي من الإدمان، فعند البدء في التخلص من المخدر في الجسم تحدث مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية، مثل الوجع في بعض أجزاء الجسد فيما يشبه الكدمات، مع القيء وسهولة التبرز والرشح بجانب حدوث ألم شديد في الرأس. وأشار إلى أن الأعراض النفسية المصاحبة للعلاج، تشمل التوتر والقلق والاكتئاب والاختناق، وتحدث هذه الأعراض نتيجة تعود الجسم على المادة المخدرة، فعندما يتم التوقف كليا أو جزئيا عن التعاطي تحدث هذه الأعراض. ويضيفأبوالمجد، أن أعراض الانسحاب من إدمان الكحوليات هي الأصعب، وعادة تحتاج للحجز في المستشفى، وتمر حالات من أدمنوا الحشيش بأعراض نفسية فقط، مثل الحزن والقهر والاكتئاب والتوتر وليس له أي أعراض انسحاب جسدية. الإدمان مرض انتكاسي يقول الدكتور إسماعيل يوسف، أخصائي الطب النفسي، بمستشفى الدمرداش، عن ظاهرة الإدمان وأسبابها، إن بعض الشباب يفهمون خطأ أن المخدرات قد تساعدهم على التخلص من القلق والاكتئاب وبعض المشاكل البسيطة في حياتهم، بجانب أن الشخص المتعاطي للمخدرات يرى فيها أنها تعطيه الجرأة والشجاعة والسعادة فيآنٍ واحد،خصوصا إذا كان له مجموعة من الأصدقاء يتعاطونها. ويضيف أخصائي الطب النفسي، أن الإدمان هو مرض انتكاسي شديد الخطورة ينتج عن طريق مواد تؤثر على المخ، وهو ما يسبب سلوكا قهرياً للبحث عن المادة الإدمانية المعينة والاستمرار في استخدامها رغم الضرر النفسي والجسدي والاجتماعي الذي يعاني منه المدمن. وهناك طرق عديدة لعلاج الإدمان والتغلب عليه أهمها: الإرادة حيث من الممكن أن يعالج المدمن من تناول العقاقير المخدرة خلال شهرين إذا كان يمتلك عزيمة وإرادة قوية. دور الأسرة حيث لابد أن تقوم الأسرة بدور محوري في علاج المريض نفسيا وتهيأته للخروج من عزلته. دور المجتمع فلابد أن تتعامل أجهزة الدولة مع الشخص المدمن على أنه شخص مريض وليس مجرمًا. خضوع المدمن تحت إشراف الطب النفسى حتى يتم محو الذاكرة المرضية له ومنه من معاودة تناول هذه المواد المخدرة. كل هذا بجانب الأمراض الناتجة عن الإدمان مثل تصلب الشرايين وأنخفاض ضغط الدم والموت المفاجىء. اقرأ فى الملف " المخدرات الرقمية .. بث مباشر أم إدمان عبر الأثير؟" * المخدرات الإلكترونية حقيقة أم وهم ليس له وجود؟ * «الفودو».. عشب للحيوانات ينافس «البانجو والحشيش» والجرام ب85 جنيهًا * روابط الإنترنت المُشفرة لترويج المخدرات.. «الكيف» أصبح ب«الديليفري» * «محيط» تخترق أوكار المخدرات.. وتكشف أسرار التجارة الحرام ب«الخانكة» ** بداية الملف