جاء لقاء عبد الملك بدر الدين الحوثى زعيم جماعة أنصار الله بوفد من حزب التجمع اليمنى للاصلاح بمثابة مفاجأة لدى الاوساط السياسية اليمنية فقد كان الجانبان على طرفى نقيض وكان العداء لبعضهما وقد قامت الجماعة باستهداف الاصلاح قبل وبعد دخولها صنعاء وكانت جامعة الايمان معقل الاصلاح هدفا لهجمات الحوثيين حتى سقطت فى أيديهم. كما شنت الجماعة هجوما كبيرا على اللواء على محسن الاحمر القريب من الاصلاح والمؤيد القوى للحزب وأجبرته على الفرار حتى أيقن الجميع أن الحزب لن تقوم له قائمة فى ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء. ويبدو أن هناك مفاوضات سرية جرت بين الجانبين للتوصل الى اتفاق بينهما يسمح بتهدئة الاوضاع فى هذه الفترة التى تحتاج الى جو يسمح للحكومة اليمنية الجديدة بالعمل حتى تجتاز المرحلة الانتقالية المضطربة التى تمر بها وزاد من وتيرة الاتصالات الاشتباكات التى دارت الثلاثاء الماضى بين اللجان الشعبية لانصار الله التى تقوم بتأمين العاصمة وعائلة صادق الاحمر والتى كان من الممكن أن تتطور الى حرب بينهما ولكن التدخلات القبلية ساهمت فى نزع فتيل الازمة لتظهر الحاجة الى عقد هدنة بين الجماعة الزيدية القريبة من المذهب الشيعى والاصلاح الذى يضم الاخوان المسلمين فى اليمن، بالاضافة الى مذاهب سلفية. وأكد عبد الملك بدر الدين الحوثى أنه ألتقى بوفد من حزب التجمع اليمنى للاصلاح للعمل على طى صفحة الماضى والتوجه نحو بناء الثقة والتعاون فى بناء الدولة اليمنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى وأتفاق السلم والشراكة الوطنية . وأوضح بيان صادر عن مكتب الحوثى أن جميع من كانوا فى اللقاء أبدوا رغبتهم فى التعاون والتعايش عملا بمبادىء الاسلام الحنيف التى تدعو الى الاخوة والمحبة والسلام وأستشعارا للمسئولية الوطنية والمخاطر المحدقة باليمن تم الاتفاق على أستمرار التواصل لانهاء كل أسباب التوتر ومعالجة التداعيات التى حدثت خلال الفترة الماضية . وجاءت تعليقات الاحزاب السياسية اليمنية لترحب بالاتفاق وكان فى طليعة هذه الاحزاب حزب المؤتمر الشعبى العام الذى يتزعمه الرئيس السابق على عبد اللص صالح وكان هو الحزب الذى أكد قبل حوالى أسبوعين وجود مفاوضات بين أنصار اللح والاصلاح كم أن الحزب هو الحليف القوى لانصار الله ويعتبر أن الاصلاح أكبر خصومه السياسيين. وقال عبده الجندى المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني أن المؤتمر كان ولا يزال داعيا الى مصالحة وطنية لا يستثنى منها أحد لان المصالحة الوطنية الشاملة تؤدي الى اصطفاف وطني داعم للحكومة في تنفيذ سياساتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والامنية" وأوضح الجندي أن لقاء وفد الإصلاح مع أنصار الله خطوة في الاتجاه الصحيح تنقل التجربة الديمقراطية اليمنية من واقع الأزمات الناتجة عن الصراعات والحروب الدامية والمدمرة الى واقع تتقدم فيه رحمة الخلاف على لعنة الكراهية والحقد. وأعرب عن تطلع المؤتمر وأحزاب التحالف الى ان تكون هذه الخطوة هي الأولى في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية، في وقت يبذل فيه مجلس النواب جهودا عظيمة داعية الى اغلاق صفحة الماضي والانشغال بالحاضر وتحديات المستقبل.. وعلى الرغم من أن حزب التجمع اليمنى للاصلاح لم يورد خبر اللقاء مع الحوثى الا أن موقع / الصحوة نت / الناطق باسم الحزب أورد خبرا مقتضبا عن اللقاء لم يرد فيه أكثر من بيان الحوثى وقال أنه هدف إلى طي صفحة الماضي والتوجه نحو بناء الثقة والتعاون في بناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة. وقال محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لاصار الله تعليقا على لقاء وفد من الإصلاح بالحوثي أن ذلك يعد خبرا مبشرا و مناسبة عظيمة تستحق الاحتفال وعلى الجميع العمل من أجل اعانة القيادات للوصول إلى طي صفحة الماضي و التوجه نحو بناء الثقة والتعاون في بناء الدولة . أما توكل كرمان الناشطة السياسية والحائزة على جائزة نوبل للسلام والمحسوبة على الاصلاحيين فقد شنت هجوما لاذعا على أعضاء الوفد من جماعة الاصلاح الذين ذهبوا لصعدة للقاء الحوثى ووصفتهم بالعبيد .. وقالت فى صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي / فيسبوك / لو أنكم ذهبتم الى صعدة قبل اجتياح صنعاء لقلنا أنكم أصحاب حوار ومحترفى سياسة أما الآن فإنكم مجرد عبيد للقوة الغاشمة . وأوضحت مصادر يمنية أنه تم الاتفاق خلال اجتماع صعدة بين الحوثيين والاصلاحيين على التزام الطرفان بالعمل على بناء اليمن ووقف الحملات الاعلامية ووقف الاعتداءات على المقرات لكل طرف وتشكيل لجنة لمحاسبة كل معتدى والضغط على رئيس الجمهورية لتغيير الوزراء الفاسدين ودعم الحكومة والعمل على انجاحها ورفض أى تدخل أجنبى وتشكيل لجنة لتصحيح مسار الجيش وهيكلته على أسس وطنية وأنها المظاهر المسلحة تدريجيا .