أعلن قاسم الخطيب عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه لا يتوقع أن الروس جادون في العمل على إيجاد حل سياسي في سوريا، كونهم وقفوا مع النظام السوري طيلة أكثر من ثلاث سنوات من الازمة، بوصفهم حليفاً استراتيجيا للنظام. واعتبر في تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية، أن موسكو تلعب في الوقت الضائع، نظراً لانشغال الولاياتالمتحدة بقيادة التحالف الدولي والعربي في الحرب على "داعش". وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قد أشار، الأربعاء، إلى ضرورة تهيئة الظروف لاستئناف عملية التسوية السلمية في سوريا بموازاة مكافحة الإرهاب، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السوري وليد المعلم في ختام محادثاتهما في مدينة سوتشي جنوبروسيا، أكد فيه أن موسكو ودمشق تدعمان مبادرة دي ميستورا ل "تجميد القتال" في سوريا، ولفت إلى أنه "يجب خلق الظروف المواتية لاستئناف الحوار بين الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية في المعارضة". وقد تردد في موسكو أن الساسة الروس طرحوا على المعلم، خلال زيارته الحالية، ضرورة العودة إلى مفاوضات جنيف للسلام، وتشكيل حكومة ائتلافية مع المعارضة. أما البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية الروسية، فقد أعلن عن رغبة موسكو في إيجاد مكان لإجراء الاتصالات المناسبة بين مسؤولين في الحكومة السورية، ومجموعة واسعة من القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع السوري. ويدخل ضمن المجموعة الواسعة من القوى الاجتماعية والسياسية السورية، اللقاء الذي جرى مؤخراً في موسكو مع وفد برئاسة، رئيس الائتلاف الأسبق، أحمد معاذ الخطيب. وأفاد أحمد عوض، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الروسية، في حديث هاتفي مع مراسل "الأناضول"، أن ما يطرح في موسكو، وزيارة أحمد معاذ الخطيب، لن يتمخص عنها حلاً سياسياً للأزمة، واعتبر أن "لا موسكو ولا الشيخ معاذ ولا دي ميستورا يملكون مفاتيح الحل في سوريا. وهناك ممثل شرعي للشعب السوري، اعترفت فيه أكثر من 80 دولة، لذلك إن كانت موسكو في إيجاد حل سياسي، فعليها التوجة إلى الائتلاف السوري المعارض، وعدم توجهها يثبت أن موسكو تحاول سق صفوف المعارضة". وطالب قاسم الخطيب بحل سياسي ترعاه الدول الداعمة العضوية في مجلس الأمن، وبقوات دولية، للفصل بين قوات المعارضة وقوات النظام، مشيراً إلى أن دي ميستورا، يحاول عبر مبادرته التوصل إلى وقف إطلاق نار جزئي. وأكد أنه من خلال تواصله مع فصائل الجيش الحر أنهم لا يثقون بما تطرحه موسكو او دي ميستورا، وأن الأخير يخدم بمبادرته النظام السوري وإيران وروسيا. أما وائل ميرزا، أمين سر المجلس الوطني السوري السابق، فقد اعتبر أنه من خلال لقائه دي ميستورا، أن الأولوية التي يوليها المبعوث الدولي إلى سوريا في مبادرته، هي وجود "داعش"، الذي "يدفع كل الأطراف لإعادة النظر في موقفها"، وأن "الهاجس الاستراتيجي لروسيا في سوريا، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي على الأقل، هو أن أمنها والدول التي حولها مرتبط تماماً بأمن شمال القوقاز. وكل شيء آخر يُناقش في إطار هذا الثابت الاستراتيجي". ويذكر أنه، منذ منتصف مارس/آذار "2011"، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من "44" عاماً من حكم عائلة الأسد الديكتاتوري، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من "191" ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.