اعترفت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماى أن حكومة بلادها تخلت عن هدف خفض صافي الهجرة إلى أقل من 100 ألف شخص سنويا، مستبعدة احتمال تحقيق ذلك في الوقت الحالي لأن الأداء الاقتصادي القوي لبريطانيا مازال يجتذب العمال الأوروبيين. ووفقا لما جاء على وكالة أنباء "الشرق الأوسط" فقد ذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أنه خلال المقابلة التى أجرتها مع وزيرة الداخلية ونشرتها على موقعها الإلكتروني أكدت ماى أن الحكومة تخلت عن الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتقليص أعداد المهاجرين إلى عشرات الألاف بحلول العام المقبل. وقد جاء هذا الاعتراف قبل خطاب كاميرون بشأن الهجرة، الذي يستهدف مكافحة التهديد الذي يشكله حزب استقلال المملكة المتحدة. ومضت ماى تقول أن ارتفاع أعداد المهاجرين إلى المملكة المتحدة اجبرنا على الخروج عن المسار، وعزت ذلك بشكل جزئي إلى أن أداء الاقتصاد البريطاني أفضل من أداء الاقتصادات الأخرى في أوروبا، ولذلك فمن المستبعد الان تحقيق هدفنا وهو خفض أعداد المهاجرين إلى عشرات الالاف بنهاية الدورة البرلمانية". كما حذرت ماى في سياق حديثها من أن التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش في العراق على بريطانيا هو أخطر من أي تهديد مضى، وشددت على ضرورة محاربة إغراءات الانضمام إلى الجهاديين بإستعادة القيم البريطانية. تأتي تصريحات وزيرة الداخلية بينما تحضر للكشف عن مشروع قانون اعدته الحكومة لمكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والذى سيتضمن سلسلة من التدابير التى تستهدف منع الجهاديين المولودين في بريطانيا الذين سافروا إلى العراق وسوريا من العودة إلى المملكة المتحدة . وطالبت في سياق حديثها شركات الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي بالإعتراف بمسؤوليتها ومنع أشرطة الفيديو والدعاية المتطرفة من ترويجها على الانترنت. كما كشفت عن أن ضباط مواجهة الإرهاب البريطانيين أزالوا من على الإنترنت أكثر من 40 ألف مادة تروج للإرهاب . وشددت على أن بريطانيا بإمكانها تغيير القوانين التي تكفل حرية التحرك داخل البلاد والتى تسمح لعدد غير محدود من مواطني الاتحاد الأوروبي بالعيش والعمل داخل المملكة المتحدة.