بهاء الدين : السادات جرف الجامعة سياسيا ..وسمح للأخوان بنشر فكرهم التكفيرى بيومى : نرفض التضييق على الحريات .. و لن نسمح بسيادة الرأى الواحد اللواء علام يطالب بتأسيس مجلس عربى لمكافحة الإرهاب قال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الجمعية الوطنية للتغيير أنه لا يمكن إعفاء الدولة المصرية من انتشار الفكر التكفيرى ، مشيرا إلى قرار أنور السادات بالإفراج عن جماعة الأخوان ، و السماح لها بالعمل على الأرض و نشر أفكارها ، فى الوقت الذى جرف فيه الثقافة و الوعى السياسى فى الجامعة ، محذرا من تجريف الجامعة سياسيا فى الوقت الحالى بحجة مواجهة الإرهاب ، و تابع أن الإرهاب يواجه بحزم ، و لكن دون تعدى على حرية الشباب فى تعبيرهم عن آرائهم . و أكد بهاء الدين فى كلمته أن المظاهرات جزء من حيوية الجامعة ، لافتا أن أدباء مصر الكبار كتوفيق الحكيم و نجيب محفوظ و طه حسين و غيرهم عايشوا الجامعة و هى زاخمة بالمظاهرات ضد الاحتلال ، المظاهرات السلمية ظاهرة صحية . جاء ذلك خلال ندوة صحيفة المسائية حول " تأثير غياب الثقافة المستنيرة في انتشار الفكر التكفيري وتفشي الدجل والشعوذة والقيم السلبية " ، شارك فيها المفكرة الإسلامية الكبيرة أ.د آمنة نصير،و الخبير الأمني اللواء فؤاد علام ، و الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، و السياسى أحمد بهاء الدين شعبان ، و أ.د سعاد الفجال رئيسة قسم التطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم ، يدير الندوة الكاتب الصحفي محمد القصبي ، وبحضور الكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير المسائية . و أشار بهاء الدين أنه لا يمكن فصل الأزمة التى نعيشها حاليا عن الوضع الثقافى و الاجتماعى ، واصفا وضع مصر الثقافى ب " المريع "، فأمة اقرأ لا تقرأ، و قال بهاء أن ميزانية المجلس الأعلى للثقافة الذى يعد عضوا فيه لا تبلغ سوى 300 ألف جنيه فقط ، مؤكدا أن جوهر القضية هو تأسيس " نظام تعليم حقيقى " ، و بدونه لن نحقق اى تقدم ، و دلل بأمثلة على نسب التعليم فى البلاد العربية بحسب إحصائيات اليونسكو ، فنجد نسبة التعليم فى البحرين 94 %، و فلسطين رغم أنها تحت الاحتلال و لكن نسبة التعليم تصل فيها إلى 96% ،و فى الكويت 95% ، أما السعودية 86 %، و فى مصر 73.9 % . و تابع : أن الإرهاب نتاج طبيعى لسياسيات غير مسئولة تم ممارستها منذ عقود ، مشددا أن الإرهاب ليست قضية أمن و جيش ، بل هى مسئوليتنا جميعا ، متسائلا أين الشعب و الأحزاب و المثقفين ، و مؤسسات المجتمع المدنى التى لم تنفك تطالب بالحرية و الآن تقبع صامتة ، أين الأحزاب و المثقفين و الكتاب . و ختم بهاء الدين كلمته قائلا : الحياة فى مصر لم تعد تحتمل ، و علينا أن نتكاتف لإنقاذ الوطن ، مشيرا أن الشرخ الذى حدث فى العلاقة بين الشباب و الدولة " كارثة " ، و يتم استغلاله من الجماعات الإرهابية ، مطالبا بمؤتمر قومى للشباب ، ليعرضوا آرائهم على المسئولين ، رافضا ان يتم تشويه الشباب ، و حبسهم ، كما رفض الحملة المنظمة التى يشنها الإعلام على الأحزاب ووصفها ب " الكرتونية " . المؤامرة شبه محمد بيومى سقوط الأخوان بعد ثورة 30 يوليو ، و محاولة تصوير الأمر على أنه " مؤامرة " بما فعله الحزب الوطنى بعد ثورة 25 يناير ، من محاولة تشويه الثورة من أجل العودة إلى الحكم ، قائلا بعد 25 يناير سقط النظام و ظل جسده ، و الآن سقط الأخوان ، و بقى جسدهم الإرهابى ، واصفا دعوات " 28 نوفمبر " ب الفرقعة الإعلامية و الحرب النفسية . أما عن الحل لمواجهة الفكر التفكيرى ، فقال بيومى أن فى الستينات حاربت مصر الإرهاب بالأمن و العدالة الاجتماعية بالقضاء على الفقر ، و الاعتماد على القوى الناعمة ، بالاهتمام بالتعليم و الثقافة و ازدهار المسرح فى ذلك الوقت . و عن خالد أبو النجا ، قال بيومى أن التعبير عن الرأى حق ، و لا يصح للإعلام تشويه فنان بهذا الشكل ، منبها للخطر الكامن من محاولة تضييق مساحة الحرية ، ليسود الرأى الواحد. مجلس مكافحة الإرهاب قال اللواء فؤاد علام أن الفكر الوهابى ليس وراء ما يحدث فى مصر من عمليات ارهابية بل كان مسببا فقط هيئ المناخ لتلك الأفكار التكفيرية ، و الفقر أيضا عامل مساعد لا مسبب ، فهناك أغنياء و مثقفين اعتنقوا تلك الأفكار . و رجح علام أن محاربة التكفير يحتاج منظومة متكاملة تعليمية و ثقافية و اجتماعية و سياسية و اقتصادية ، و اقترح إنشاء مجلس قومى لمكافحة الإرهاب ، ليكون نواة لمجلس قومى عربى لمكافحة الإرهاب ، مشيرا أن على الأحزاب دورا أيضا بعمل ندوات فكرية لتحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة ، و رأى علام أن للأزهر دور كبير ، و لكن إدارته تحتاج إلى " ثورة داخلية " ، متعجبا من ترديد شيخ الأزهر " الطيب " لمقولة سيد قطب التى تروج لها الأخوان ، إن موجة التكفير دخلت إلى مصر عام 1968 على يد جماعة التكفير و الهجرة . الثقافة حق من جانبه تحدث يعقوب الشارونى عن أهمية المكتبة ، و بناء الطالب بالمعرفة و عدم الاكتفاء بالمقررات الدراسية ، قائلا : هكذا تبنى الثقافة المستنيرة ، فالخرافات تحارب بالتفكير العلمى ، و طالب الشارونى كما تبرع المصريون ب 60 مليار لقناة السويس ، أن يتبرعوا لبناء عقول أبنائهم بكتب قديمة أو بمبالغ بسيطة لبناء دوائر معارف بالمكتبات المدرسية ، و نادى بعودة الرحلات المدرسية التى تعرفنا على حضارة و تاريخ مصر . و يقول الشارونى الدستور كفل حق الثقافة للجميع ، و أكد الرئيس السيسى فى برنامجه على توفير الاعتمادات المالية لمؤسسات الدولة المعنية بالنشر و مكتبة الأسرة ، لنشر الثقافة و المعرفة ، و بناء المكتبات فى مختلف القرى على أسس علمية ". و لفت إلى أهمية وسائل التواصل الحديثة ، و أهمية الحذر من استغلالها فى نشر الأفكار المتطرفة ، بعد التصريح الأمريكى ، بنجاح " داعش " باستغلال تلك الوسائط الحديثة . فيما أشار محمد القصبى أن وزارة التربية و التعليم لا تخرج من يقرأ الكتب ، بل يعتمدوا على التحفيظ و الذاكرة دون استهداف قدرات الطلاب ، مؤكدا أن الشعوب المتقدمة هى الشعوب التى تقرأ ، فالشاب المصرى يقرأ بمتوسط 10 دقائق فى السنة و الطفل 6 دقائق ، أما فى بريطانيا المتوسط يصل إلى 12 ألف دقيقة فى السنة . و لفت القصبى أن 130 مليار جنيه تضم ميزانية وزارة التربية و التعليم و الدروس الخصوصية و الكتب الخاصة ، كلها تعد إهدار للمال العام ، لأنها لا تحقق الغاية منها من تعليم و تثقيف و توعية . و شاركت سعاد الفجال بتجربتها ، و ما تعرضت له من عقبات و مضايقات لاعتراضها على طريقة " التحفيظ " التى تعتمد عليها وزارة التربية و التعليم فى تعليم الطلبة ، و عدم استفادتهم من الأبحاث الميدانية التى يصدرها المركز لتطوير التعليم ، بل اكتفوا فى استخدامها ك " شو إعلامى " ، و عندما اعترضت اتهموها بمحاولة إحداث بلبلة .