كلما يأتي نوفمبر من كل عام يطغي الحدث الأهم في تاريخ مصر المعاصر ألا وهو زيارة الرئيس السادات للقدس في 19 نوفمبر 1977 علي كل الأحداث لأنها أحدثت دويا غير مسبوق وظلت الأكثر أهمية في تاريخ حياة السادات" الغامض" دوما منذ فجر البداية. الرئيس السادات خليفة الرئيس جمال عبد الناصر في القدس مفاجأة من العيار الثقيل لرجل عاصر تجربة ماأُخذ بالقوة لايسترد بغير القوة ليغير مقولة عبد الناصر إلي الإخذ " بالحيلة" طالما القوة " غائبة" حديث الزيارة يفتح المجال لأحاديث كثيرة لأنها قلبت الأوضاع في الشرق الأوسط رأسا علي عقب حيث توارث العرب كراهية إسرائيل وإستحالة أن يكون لها عهدا أو امان إلا أن السادات قد طرق الأبواب بنفسه ويوم أن قال مقولته الشهيرة" بأنه" مستعد لزيارة إسرائيل في أثناء خطابه بمجلس الشعب في إفتتاح الدورة البرلمانية وقد قال حرفياً"وستدهش إسرائيل حينما تسمعنى الان اقول امامكم . اننى مستعد ان اذهب الى بيتهم الى الكنيست ذاته ومناقشتهم" .... يومها وقعت جريدة الأهرام في حيرة ليتصل المرحوم علي حمدي الجمال"رئيس تحرير الأهرام بالرئاسة للإستفسار عن تلك المقولة وهل يبرزها في مانشيت الأهرام من عدمه وقد كان رد الفعل هو ضرورة إبراز ماقاله السادات حرفيا. زار الرئيس السادات القدس وصلي عيد الأضحي المبارك في المسجد الأقصي وتابعته مصر كلها في ذهول وصمت مطبق لأنها غير مصدقة أنه قد جلس إلي أعداء الماضي والحاضر وقد صافح جولدا مائير ومناحيم بيجين وموشيه ديان وإسحق شارون وأبا إيبان وغيرهم من صقور الدولة العبرية الغاصبة وإمتد الأمر إلي خطاب في الكنيست تدشينا لسلام مع إسرائيل . أصداء الزيارة كانت علي المؤمنين بأن إسرائيل لاعهد لها صادمة ليستقيل إسماعيل فهمي وزير الخارجية ليضطر السادات لإستدعاء الدكتور بطرس غالي إستاذ القانون الدولي العام ليعينه وزير دولة للشئون الخارجية. وتوالت الأحداث عاصفة ليقاطع العرب مصر ويمضي السادات نحو إسترداد سيناء ويأتي إلي مصر سفير إسرائيلي وبالمقابل ذهب إلي تل أبيب سفير مصري. في ذكري زيارة الرئيس السادات للقدس. مصرإستعادت سيناء وخسرت قيادتها للعالم العربي وبعدحقب من الزيارة مازالت القدس في الأسر وفلسطين مرتهنة والعرب لاحول لهم ولا قوة وكان مكسب إسرائيل بلا حدود بعد تحييد مصر لتبقي فلسطين مرتهنة إلي ماشاء الله.