يحيي العالم يوم 19 نوفمبر اليوم العالمي لمرض الرئة الانسدادي المزمن 2014 تحت شعار "ما زال هناك متسع من الوقت"، وهو يهدف إلى العمل على زيادة الوعي العالمي بهذا المرض، والدعوة إلى تحسين رعاية مرضاه. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 210 ملايين نسمة ممن يعانون من حالات متوسطة أو وخيمة من مرض الرئة الانسدادي، وهذا المرض أودى بحياة 3 ملايين شخص عام 2005، وفقًا لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". ومن المتوقّع أن يزيد العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن هذا المرض في السنوات ال20 القادمة بشكل يجعل منه ثالث أهم أسباب الوفاة في العالم، وذلك إذا لم تتخذ إجراءات فورية للحد من عوامل الأخطار ذات الصلة، وبخاصة التدخين وتلوث الهواء. وكان التحالف العالمي ضد الأمراض التنفسية المزمنة في عام 2002، قد اعتمد الاحتفال باليوم العالمي لمرض الرئة الانسدادي المزمن في يوم الأربعاء الثاني أو الثالث من شهر نوفمبر من كل عام، حيث يسعى إلى هدف مشترك متمثل في التخفيف من العبء العالمي للأمراض التنفسية المزمنة. وتتمثل رؤيته في عالم يتنفس فيه كل الناس بطلاقة وبدون عناء. ويسهم التحالف العالمي ضد الأمراض التنفسية المزمنة في العمل العالمي لمنظمة الصحة العالمية من أجل الوقاية من الأمراض التنفسية المزمنة ومكافحتها. مرض الرئة الانسدادي المزمن ومرض الرئة الانسدادى المزمن وهو ليس مرضاً واحداً فحسب بل عبارة عن مصطلح يستخدم للإشارة إلى مجموعة أمراض الجهاز التنفسي التي تعيق حركة تدفق الهواء والمشتركة في الأعراض العامة، والذي تم اختصاره إلى 4 حروف هى "سي، أو، بي، دي " (COPD)، وهو اسم عام يطلق على عدد من حالات الالتهاب الرئوي. وتعريف مرض الرئة الانسدادي المزمن هو مرض رئوى يتسم بانسداد مزمن يحول دون تدفق الهواء من الرئتين، علماً بأن هناك نقصاً في تشخيص هذا المرض الرئوي الذي يعرقل عملية التنفس العادية ويهدد حياة المصابين به إذ لا يمكن الشفاء منه بشكل تام. يذكر أنه لم يعد هناك استخدام لمصطلحي "التهاب القصبات المزمن والنفاخ"، حيث أُدرجا الآن في عملية تشخيص هذا المرض. أعراض المرض وتتمثل أعراض مرض الرئة الانسدادي المزمن في الكحة والسعال وإفراز البلغم وضيق التنفس أو الإحساس بالإرهاق العام، كما يتسبب في حدوث اضظرابات في التنفس أثناء النوم وإصدار صوت صفير، كما أن معظم مرضى السدة الرئوية المزمن لديهم بعض عناصر الالتهاب الشعبي المزمن والذي يتصف بالسعال المستمر لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر في العام لمدة سنتين متتاليتين على الأقل. وقد تصبح الأنشطة اليومية مثل صعود عدد قليل من الدرجات أو حمل حقيبة أمراً بالغ الصعوبة كلما اشتد المرض. أسباب الإصابة بالمرض - التعرض لدخان التبغ بما في ذلك التدخين غير المباشر، وهو السبب الأبرز لظهور هذا المرض - التعرض لتلوث الهواء داخل المباني الناجم عن استخدام الوقود الصلب لأغراض الطهي أو التدفئة. - التعرض لتلوث الهواء الخارجى، مثل الغبار والمواد الكيميائية في مكان العمل مثل التعرض للأبخرة والمواد المهيجة والأدخنة. وتتمثل أيضًا أسباب الإصابة بالمرض في التعرض باستمرار أثناء مرحلة الطفولة لأنواع العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي والعمر، إذا كان عمر الشخص 40 فأكثر (يتطور المرض ببطء على مدى سنوات، لذلك معظم المصابين يكونون عند 35 إلى 40 سنة)، حيث تزيد فرصة الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، كما أن الوراثة مؤثرة في بعض الحالات النادرة. تشخيص المرض يتم تأكيد تشخيص مرض الرئة الانسدادي المزمن من خلال اختبار بسيط يدعى "قياس التنفس"، وهو اختبار يقيس عمق التنفس لدى الشخص وسرعة دخول الهواء إلى رئتيه وخروجه منهما. وغالباً ما يشخص المرض لدى أولئك الذين يبلغون من العمر 40 عاماً أو يزيد نظراً لبطء تطوره. وأيضًا يتم عمل أشعة على الصدر (أشعة مقطعية وأشعة أكس) مضاعفات المرض من مضاعفات مرض الرئة الانسدادي المزمن: التهابات الجهاز التنفسي حيث يكون المصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة لنزلات البرد المتكررة والأنفلونزا والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى ذلك يمكن لأي عدوى في الجهاز التنفسي أن تجعل التنفس أكثر صعوبة وتلحق الضرر بأنسجة الرئة وارتفاع ضغط الدم حيث يسبب هذا المرض ارتفاعًا في ضغط الدم في الشرايين التي تجلب الدم إلى الرئتين (أى ارتفاع ضغط الدم الرئوي). ويسبب هذ المرض أيضًا اضطرابات في القلب ولأسباب غير مفهومة يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب بما في ذلك النوبات القلبية، سرطان الرئة. كما أن المدخنين المصابين بالتهاب الشعب الهوائية المزمن أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الرئة، فضلاً عن أن بعض المرضى يصابون بالاكتئاب نتيجة صعوبة التنفس وعدم قدرة المريض على القيام بأنشطة الحياة المعتادة. إحصاءات عالمية وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 210 ملايين نسمة ممن يعانون من حالات متوسطة أو وخيمة من مرض الرئة الانسدادي، وأن هذا المرض أودى بحياة 3 ملايين شخص عام 2005، وتحدث قرابة 90% من الوفيات الناجمة عن مرض الرئة الانسدادي المزمن في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وتؤكد المنظمة أن مرض الرئة الانسدادي المزمن على الرغم من قلة الحديث عنه نسبياً يودي بحياة شخص واحد كل 10 ثوان في المتوسط. وقال البروفيسور هارتموت لود، الأستاذ في مركز أبحاث الدراسات الطبية (RCMS) في كلية الطب في جامعة "شاريتي" ببرلين في ألمانيا، إن التدخين يعتبر أحد العوامل المهمة في تطور وتفاقم الأمراض التنفسية المزمنة، مشيراً إلى أن المرضى الذين يعانون من عدوى بكتيرية بالجهاز التنفسي يحتاجون إلى مضادات حيوية فعالة لتحسين الأطوار الحادة من المرض. المرض في مصر كما أظهرت نتائج دراسة حديثة أجرتها شركة "جلاكسو سميث كلاين" للأدوية، إصابة أكثر من 13 مليون شخص في الشرق الأوسط وأفريقيا بمرض الانسداد الرئوي المزمن الناجم عن تدخين السجائر، وأن 3.5% من سكان مصر مصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وأن 51.7% من المصابين بهذا المرض في مصر لا يخضعون للعلاج مما يشكل نسبة 2% من إجمالي سكان الجمهورية. علاوة على ذلك، يعاني 41.9% من المرضى في مصر من أزمات رئوية ذات تأثيرات مستدامة. العلاج ولا يوجد حتى الآن علاج نهائي وفعال لمرض الانسداد الرئوي المزمن، لكن تغيير نمط الحياة مع تناول بعض الأدوية يساعد في التحسين من الأعراض التي يعانى منها المصاب وتلافي مضاعفات المرض. وينبغي على المصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن إتباع النصائح التالية: - التوقف عن التدخين فورًا. - استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهابات الجهاز التنفسي، وذلك تحت إشراف طبي. - استخدام الأدوية مثل موسعات الشعب الهوائية، تحت إشراف طبي. - العلاج بالأكسجين. - الجراحة لبعض الحالات النادرة لاستئصال الجزء المصاب من الرئة. - زراعة الرئة للحالات المتقدمة.