أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية، أن عمليات سحب المياه، والبحث والإنقاذ في منجم الفحم الذي تعرض لتسرب المياه في أرمنك بولاية قرمان التركية، ما زالت متواصلة بمشاركة 617 فنياً، إضافةً إلى 133 مركبة. وكانت شركة "خاص شكرلر" للمناجم، المالكة لمنجم الفحم في تركيا، أعلنت في بيان صادر عنها أمس، أنها كانت قد اتخذت جميع تدابير السلامة في المنجم، وأجرت جميع عمليات التفتيش والمراقبة اللازمة حتى يوم وقوع الحادثة، مؤكدةً في الوقت ذاته أنها تشغل المنجم على النحو الذي تقتضيه القوانين. وأفادت الشركة أنه لا يمكن تحديد أسباب الحادثة في هذه المرحلة، بيد أنها اعتبرتها "حادثة عرضية"، مبينةً أن إفادة العمال الذين تم انقاذهم من المنجم تشير إلى أن الحادثة تعود لأسباب طبيعية. ولفتت الشركة أن جميع العمال العاملين في مناجم تركيا، بما فيها المناجم التابعة للدولة يقضون أوقات الطعام داخل المناجم. (وذلك كون الحادثة وقعت أثناء تناول العمال الطعام داخل المنجم)، كما لفتت إلى أن الأولوية بالنسبة لها الآن، هي انتشال الثمانية عشر عاملاً المحاصرين داخل المنجم، سالمين. من جانبه انتقد وزير الطاقة والموارد الطبيعية "طانر يلديز" بيان الشركة، معتبراً أن الحادثة لا تشبه الحوادث العرضية. وشدد يلديز على ضرورة الإعلان عن ملابسات الحادثة بشكل واضح، مؤكداً أنه يمكن اعتبار الحادث عرضياً لو أنه كان ناجماً عن فيضان أو زلزال أو ما شابه من الكوارث الطبيعية. وكان نحو 11 ألف طن من المياه الجوفية - تراكمت قرب الجدران الخارجية لممرات المنجم على مدى سنوات - غمرت المنجم الموجود في بلدة "كوناي يورت"، بمنطقة "أرمنك" بولاية "قرمان"، في 28 تشرين أول/أكتوبر الجاري، وتمكنت فرق الإنقاذ، من إخراج 16 من العمال المحاصرين بعد أن نضحت جزءاً كبيراً من المياه التي غمرت المنجم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. فيما تتواصل الجهود لإنقاذ 18 عاملاً آخرين، وسط صعوبة في انتشالهم بعدما تعسّرت عملية نضح (سحب) المياه، نتيجة تشكل الطين، فضلاً عن زعزعة الدعامات التي تحمل سقف المنجم. وكان حادث مماثل وقع قبل نحو عامين في المنجم نفسه ولكن أحدا لم يصب بأذى, بسبب تزامن تسرب المياه مع وجود العمال في صلاة الجمعة.